الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي كان سابقاً يشاهد الأفلام.. هل أفسخ العقد؟

السؤال

علمت أن خطيبي سابقاً كان يشاهد الإباحية، ولكن قال لي: بأن ذلك كان في سن المراهقة، والآن لا يشاهد تلك المشاهد، صراحة أنا خائفة أن هذا الشيء ينعكس سلباً على حياتنا الزوجية، أو يرجع لها، مع العلم أنه تم عقد القران.

أرجو النصيحة والمساعدة، هل أفسخ الخطوبة؛ لأن عندي هذا التردد، أم بماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال، ونسأله تبارك وتعالى أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

نحب أن نؤكد لك أن ما ذكره هذا الشاب لا يصلح أن يكون سببًا للفراق؛ لأنه فعل ذلك في أيام الجهل والمراهقة، وأعلن لك أنه تاب من تلك الأعمال، وكم تمنّينا لو أنه لم يتكلَّم بمثل هذه الأمور التي تاب منها، فالإنسان مطالب بأن يستر على نفسه وأن يستر على غيره، وعليه فنحن ننصحك بإكمال المشوار معه، ليس لأن الذي فعله ليس خطأ، ولكن لأن الخطأ لا يُقابل بالخطأ، ولأن الإنسان إذا تاب تاب الله تبارك وتعالى عليه، ولاعتبار ثالث أيضًا؛ لأنه فعل ذلك عندما لم يكن عنده الحلال، أمَا وقد يسّر الله لك وله الحلال فلا عُذر للإنسان أن يقع بعد ذلك في الحرام.

وندعوك إلى ما يلي:
أولاً: الدعاء لنفسك وله.

ثانيًا: الاجتهاد في إصلاحه.

ثالثًا: الحرص على أداء وظائفك والتزيّن له والاهتمام به، وحسن التبعل له، وهذه منازل رفيعة للمرأة تقوم بها، وتعدل الجهاد والأعمال العظيمة في سبيل الله كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أسماء بنت يزيد خطيبة النساء، قالت: (إِنَّا مَعْشَرَ النِّسَاءِ مَحْصُورَاتٌ مَقْصُورَاتٌ، قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ، وَمَقْضَى شَهَوَاتِكُمْ، وَحَامِلَاتُ أَوْلَادِكُمْ، وَإِنَّكُمْ مَعَاشِرَ الرِّجَالِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَعِيَادَةِ الْمَرْضَى، وَشُهُودِ الْجَنَائِزِ، وَالْحَجِّ بَعْدَ الْحَجِّ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا أُخْرِجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا وَمُرَابِطًا حَفِظْنَا لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ، وَغَزَلْنَا لَكُمْ أَثْوَابًا، وَرَبَّيْنَا لَكُمْ أَوْلَادَكُمْ، فَمَا نُشَارِكُكُمْ فِي الْأَجْرِ يَا رَسُولَ اللهِ؟) فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ كُلِّهِ، ثُمَّ قَالَ: (هَلْ سَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَسْأَلَتِهَا فِي أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ؟) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا ظَنَنَّا أَنَّ امْرَأَةً تَهْتَدِي إِلَى مِثْلِ هَذَا، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا: (انْصَرِفِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، وَأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ حُسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا، وَطَلَبَهَا مَرْضَاتِهِ، وَاتِّبَاعَهَا مُوَافَقَتَهُ تَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ).

رابعًا: ندعوك إلى طرد هذه الوساوس، فهمُّ الشيطان أن يُحزن الذين آمنوا، والشيطان لا يريد لنا الحلال ولا يريد لنا الخير، واجعلي هدفك - كما قلنا - هداية هذا الشاب، و(لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمْر النِّعم)، فكيف إذا كان الرجل هو هذا الشاب الذي اختارك من دون النساء، يرجو معك العفاف والخير، فكوني عونًا له على الطاعة، ونسأل الله لنا ولك وله التوفيق والثبات والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً