الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك مشكلة لو تناولت الأولانزابين مع الفافرين؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسواس القهري، وأتناول الفافرين جرعة 200 ملجم يومياً، هل هناك مشكلة لو تناولت معه الأولانزابين؟

مع العلم أنني كنت أتناوله مع البروزاك بجرعة 5 ملجم يومياً، وكان هناك تحسن في الأعراض المصاحبة للوسواس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: الوسواس القهري له عدة أنواع، فهنالك وساوس فكرية، وهنالك وساوس شكوك، وطقوس وسواسية، وهنالك اندفاعات وسواسية، فعلى حسب نوع الوسواس يتم علاجه.

الأدوية تفيد بصفة عامة، لكن يجب أن يكون هنالك أيضًا تركيز على العلاجات السلوكية، وأنا متأكد أن الطبيب الذي وصف لك الـ (فافرين Faverin) يكون قد أرشدك أيضًا سلوكيًّا.

العلاجات السلوكية في مجملها تقوم على مبدأ: تحقير الوسواس، وعدم اتباعه بأي حال من الأحوال، التجاهل المطلق للوساوس هو أحد أبواب العلاج الرئيسية، والإنسان يصرف انتباهه عن الوسواس من خلال الاهتمام بشؤون الحياة الأخرى، التي تكون أكثر أهمية.

ممارسة الرياضة أيضًا مهمَّة جدًّا؛ لأنها تقضي تمامًا على القلق المصاحب للوساوس، والقلق هو الطاقة النفسية الرئيسية التي من خلالها ينفذ الوسواس إلى نفوسنا.

أن يعيش الإنسان حياة إيجابية، ويكون له نمط حياة منظم من خلال تجنّب السهر، والاجتهاد في الدراسة، والاجتهاد في العمل، والاجتهاد في التواصل الاجتماعي، الالتزام الأسري، والالتزام الديني، الحرص على بر الوالدين، كلها حقيقة أشياء مهمة جدًّا؛ لأن تكون حياتنا كلها إيجابية من جميع النواحي، وأن يتخلص الإنسان من الطاقات السلبية، كالوسواس القهري.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الفافرين دواء رائع، وممتاز جدًّا، وجرعة مائتا مليجرام هي الجرعة فوق الوسطية، حيث إن الجرعة الكلية هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم.

أخي: بالنسبة للعلاجات المدعمة: الـ (أولانزابين Olanzapine): حوله الآن كثير من الكلام البحثي الذي يُشير أنه لا ينصح به في حالة الوساوس القهرية، وحتى وإن كنت استفدت منه فيما سبق مع الـ (بروزاك Prozac)، لكن ما دام الآن هناك مؤشرات علمية تُشير أن الأولانزابين والـ (سيروكويل Seroquel) لا يُنصح بهما كعلاجات داعمة في حالة الوساوس، إنما الأدوية التي يُنصح بها كأدوية داعمة هي الـ (إريبيبرازول Aripiprazole) والذي يُعرف باسم (إبليفاي Abilify) أو الـ (ريسيبيريدون Risperidone) والذي يُعرف باسم (رزبريادال Risporidal).

فيا أخي الكريم: أنا حقيقة أنصح بالإريبيبرازول مع الفافرين؛ لأن هنالك تعاضداً كبيراً ما بين هذين الدواءين، فيمكنك أن تستعمل الإريبيبرازول بجرعة خمسة مليجرامات يوميًا كعلاج داعم، ويفضل أن تستعمل الإريبيبرازول في الصباح؛ لأنه بعكس الأولانزابين يؤدي إلى زيادة في اليقظة، وهو دواء ممتاز جدًّا.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً