الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة هوس واضطراب وجداني.. كيفية العلاج

السؤال

في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، الذي يخدم كافة المسلمين، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أصيب أخي الأكبر بحالة هوس شديدة، منذ سبع سنوات، بعد وفاة الوالدة رحمها الله أمامه في حادث، فأصبح يفكر بأمور غريبة، ولم نتصور في البداية أنه مرض نفسي، فكان يتحدث عن أشياء غريبة ليس لها وجود، وعندما تدهورت الأمور ذهبنا به إلى طبيب نفسي، وتم تشخيص حالته على أنها اكتئاب حاد، واستمر على العلاج مدة سنة ونصف، وبعدها انتقل إلى حالة من العزلة والكآبة إلى حالة هوس جديدة، مع استمراره في العلاج، فقام بسب أفراد العائلة كبيراً وصغيرا، وهذه الحالة تأتيه على شكل فترات.
واستمر الحال إلى أن قمنا بعرضه على طبيب آخر، فقام بتشخيص حالته على أنها اضطراب وجداني، فأوقف العلاج السابق، وصرف له ريسبيدال حبة صباحاً ومساء، وديباكين مساء، وليبونيكس لمدة سنة تقريباً، مع تخفيض الجرعة على فترات إلى أن أصيب أخي بالسكر في الدم، فكان يعتقد أن الدواء هو السبب، فأوقف العلاج، وبعد شهر من التوقف أصيب بحالة من الكآبة والانطوائية الشديدة، حيث كان لا يغادر غرفته.
وذات صباح استمعنا له وهو يسب ويلعن بعصبية شديدة أشخاصاً عديدين، وهو لوحده بالغرفة، فقمنا بإدخاله إلى المستشفى، وعرض على طبيب ثالث، تم تشخيص حالته على أنها اضطراب وجداني، وصرف له ريسبيدال وديباكين وكوجنتين، وهو الآن يتناول العلاج بمفرده، ولا يتأخر عليه، وقد مضى على آخر العلاج 3 أشهر.
حالته أحسن ولله الحمد، ولكن مع الكثير من العزلة وعدم مشاهدة التلفيزيون أو أي نشاط، فسؤالي:
هل تشخيصه صحيح؟ وهل الأدوية التي يتناولها صحيحة لحالته؟ وهل هناك بديل أحسن لحالته؟ وما هي الفترة الكافية للعلاج؟
ثانياً: بالنسبة إلى كل ما سبق ذكره لحالة أخي، فقد أصبت بحالة من القلق والخوف وقلة التركيز والنسيان، لأني الوحيد الذي يأخذه إلى الأطباء، ولقلقي الشديد عليه، فإني أراقبه في كل تصرفاته، فذهبت إلى طبيب، فقال لي: إن لدي اكتئاباً، ووصف لي بروزاك 20 حبة صباحاً وتريتيكو 50 مساء لمدة شهر، وتحسنت حالتي عليه، ولكن عاودتني الحالة من جديد، علماً بأنه كانت هناك أعراض جانبية لأحد الأدوية، فقد سبب لي التهاباً مزمنا في البربخ.
وسؤالي: ما هو العلاج المناسب لي؟ وما هو التشخيص الصحيح لحالتي؟
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تسمى حالة أخيك -عافاه الله- بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أي أن حالات من الهوس تتخللها أو تعقبها حالات من الاكتئاب.
العلاج الذي أعطي له صحيح جداً، ويفضل أن لا تقل جرعة الدباكين عن 1000 مليجرام ليلاً، وجرعة الريسبيدال 2 إلى 4 مليجرام في اليوم، ومدة العلاج يجب أن لا تقل عن ثلاث سنوات، وفي بعض الحالات تكون مدى الحياة.

بجانب العلاج الدوائي لابد من أن تتاح الفرصة لهذا الأخ أن يلعب دوراً إيجابياً في الحياة، وأن لا يعامل كمعاق، فبهذه الوسيلة سوف يزول عنه الخوف والقلق والنسيان.
بالنسبة لك -جزاك الله خيراً- على دورك الفعال والإيجابي حيال أخيك، وأنا اعتقد أن الحالة التي تمر بها هي حالة مؤقتة، ويمكنك أن تتناول البروزاك لمدة ثلاثة أشهر، وهذا يكفي بإذن الله تعالى، والبروزاك لا يسبب أعراضاً جانبية من النوع الذي ذكرته.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً