الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بكتلة في رقبتي من الجهة اليسرى، فما التشخيص؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجوكم طمئنوني، منذ يومين لمست رقبتي من الجهة اليسرى، فوجدت كتلة متحركة بحجم حبة الفاصوليا غير الثابتة، يعني كلما ضغطت عليها تتحرك، وتأكدت من سلامة الجهة اليمنى.

أنا خائفة جداً أن تكون هذه الكتلة ورماً سرطانياً، لأني في هذه الفترة أشعر بألم في كتفي الأيسر، وكذلك لدي وسواس سرطان الثدي الأيسر، وكل يوم أفحص الثدي، وأحس بوجود شيء ممتلىء، والشعور بالحرقة، لا أعرف إن كان كل هذا مجرد وساوس، لأن خالتي مرضت بنفس المرض، وتوفيت -الله يرحمها-، فأصبت بالوسواس، علماً أني منذ سنوات، ورغم صغر سني، عملت مامغرام وصور الإيكو، وكانت النتائج سليمة، ونسيت الموضوع.

قبل عام راجعت طبيبين، وعملت صورة الإيكو للثدي، ولم يظهر شيء، والآن رجعت الوساوس، وكلما قرأت عن أعراض المرض، أشعر بنفس الأعراض بعدها بيوم، أرجوكم طمئنوني، ما تشخيص الكتلة التي في رقبتي؟

والله أني خائفة، وما سبب الوجع في كتفي الأيسر، والفشل في رجليّ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الكتلة في الرقبة هي غدة ليمفاوية موجودة عند كل الناس، وهي في الأصل جزء من الدورة الليمفاوية، مع الأوعية الليمفاوية، لسحب رشح الخلايا من منطقة الجوار إلى الدورة الدموية قرب القلب، وتعتبر الدورة الليمفاوية بمثابة الصرف الصحي في جسم الإنسان.

لذلك فإن كل عضو من الأعضاء له بعض الغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية، التي تسحب منه رشح الخلايا، وتعود بها إلى الدورة الدموية، ومن هنا إذا التهب الفك والأسنان واللثة، فإن هذه الغدد في زاوية الفك، وخلف الأذن تلتهب أيضًا؛ لأن الميكروب وصلها مع السوائل القادمة من المنطقة الملتهبة.

وإذا التهبت فروة الرأس حول الأذن، أو التهبت الأذن الخارجية، أو الوسطى، نجد أن الغدد الليمفاوية خلف الأذن تلتهب وتكبر عن حجها الأصلي، وتتحول من حجم حبة العدس -وهو الحجم الطبيعي غير المحسوس- إلى حجم حبة الحمص أو الفاصوليا، ومع تكرار الالتهاب لا تعود تلك الغدد إلى حجمها الأصلي، بل تظل في الحجم الجديد، وهي غدد أو كتل متحركة تحت الجلد، ولا قلق منها، ولا ضرر، ولا تتحول إلى أورام كما يظن البعض، ولا داعي لعمل المزيد من الماموجرام أو السونار للثدي، طالما تم إجراء ذلك أكثر من مرة، ولا داعي حتى للفحص الذاتي، ومعروف أن الثدي يحتوي على غدد لإفراز الحليب، وعلى كتل دهنية محيطة به.

ومن بين الوسائل التي تساعد في التخلص من الوسواس، هو اتباع فكرة التفكير المنطقي في تفسير الأشياء، فمثلاً الطرق على الباب ليلاً قد يفسر على أنه القط، أو الكلب، عاد ليطرق الباب من جديد، فتغضب قليلاً ثم تعود إلى النوم، وقد يفسر على أنه شريكك في السكن، فتفرح وتغمرك السعادة، أو تظن أن لصاً جاء بغرض السرقة، فتشعر بالخوف، ولهذا فإن فكرة واحدة قد تشعرك بالغضب والفرح والخوف في آن واحد، والمهم هو عدم قضاء وقت طويل في تفسير الفكرة، بل المنطق أن تحول الفكرة إلى منطق قابل للتطبيق.

ومن بين الأفكار الوسواسية التي تسيطر على المريض، هو فكرة التلوث من المراحيض العامة، وقد يغسل المريض يديه عشرات المرات خوفاً من الجراثيم والموت، ويقوم المعالج بوضع يديه مع المريض في حوض غسل الأيدي، ويثبت له بالدليل عدم وجود العدوى التي يخاف منها، والدليل عدم إصابة المعالج أو المريض بالجرثومة المفترضة.

وعلاج الأفكار الوسواسية لسرطان الثدي هو من خلال عمل الماموجرام والسونار، وطالما كانت النتيجة طيبة وسليمة، إذن الواجب من خلال التفكير المنطقي ترك تلك الفكرة، وعدم الاستسلام لها، مع أهمية غذاء الروح من خلال صلاة الفرض والنافلة، وورد القرآن، والقراءة في كتاب أو قصة محببة، وممارسة رياضة المشي، والخروج مع الأسرة لتمضية بعض الوقت.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً