الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يصيبني ارتعاش في الفك وألم في الرجل عند الخوف أو القلق.

السؤال

السلام عليكم.

عند الشعور بالخوف، أو المشاجرة مع أي أحد، أو التوتر، فإن فكي يرتعش كثيراً، ورجلي تؤلمني،
فما سبب ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رولا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع إسلام ويب، وجزاك الله خيرًا.

أي نوع من الانفعال النفسي يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي، والذي يُعرف بالجهاز الـ (باراسمبثاوي Parasympathetic)، وفي هذه الحالة تُفرز مواد، أهمها مادة تُسمَّى بـ (أدرينالين Adrenaline)، وهي التي تُحفّز الإنسان وتجعله في حالة استعداد ليواجه الموقف الذي هو فيه، إن كان موقفًا اجتماعيًّا عاديًّا، أو إذا كان هناك خلاف مع أحد الأشخاص، وحدثت هنالك مُشادة ولا نقول مشاجرة، لأني لا أتمنّى هذا أبدًا، أن يكون منهجك أو منهج أي أحد في عمرك ومقامك.

إذًا العملية هي عملية فسيولوجية معروفة، وقد يكون لديك شيء ممَّا يُسمَّى بالرهاب الاجتماعي البسيط (social phobia)، فعملية الارتعاش وعملية الألم في الأرجل، وربما تحسّين أيضًا بخفّة في الرأس، وقد يكون هنالك تسارع في ضربات القلب، هذه كلها نتيجة للتغيرات الفسيولوجية النفسوجسدية أو سيكوسوماتية (psychosomatic).

أيتها الفاضلة الكريمة: لذلك نحن نقول إن الإنسان يجب أن يتصرف بحكمة، خاصة في المواقف التي فيها نوع من المواجهات، والإنسان لابد أن يتحكّم في أعصابه، وفي أفكاره، وفي وجدانه، وفي تصرفاته، ومن الضروري جدًّا أن نعبّر عن ذواتنا وعن مشاعرنا بصورة منضبطة وصحيحة، فأرجو أن تدرّبي نفسك على ذلك.

ومن المهم جدًّا أن تطوري علاقاتك وتواصلك الاجتماعي، قومي بواجباتك الاجتماعية: زيارة الأرحام، مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم، الانضمام لأحد حلقات القرآن المسائية، وهي كثيرة -والحمد لله تعالى-، وأيضًا رياضة المشي مهمة جدًّا بالنسبة لك، فهي تمتص الغضب، وتمتص التوتر والقلق والشحنات الانفعالية السلبية، وطبعًا أنت في هذا العمر (46) تكون لك قابلية أيضًا لهشاشة العظام، فرياضة المشي -إن شاء الله تعالى- تمثل حماية لك من هذه الهشاشة.

أيتها الفاضلة الكريمة: تجنبي السهر، هذا أيضًا يؤدي إلى الراحة النفسية، وهنا سوف أصف لك دواء بسيطًا جدًّا -إن شاء الله تعالى-، يجنّبك هذه الانفعالات السلبية، الدواء يُسمَّى (موتيفال Motival)، أرجو أن تتناولي منه حبةً واحدةً ليلاً، لمدة شهرين، ثم حبةً يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

وإذا لم تجدي الموتيفال، فهنالك عقار يُسمَّى (ديانكسيت Deanxit) تناوليه بجرعة حبة واحدة في الصباح وليس مساءً مثل الموتيفال، حبةً واحدةً يوميًا في الصباح لمدة شهرين، ثم حبةً يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً