الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أني قليل الحياء وبخيل، فما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجوكم أن تجيبوا على هذا السؤال.

أشعر أني قليل الحياء، وأني بخيل، ذات مرة كرهت وضع يدي على المنطقة -الدبر-، وكنت آنذاك وحدي في مكان ما، وكذلك أشعر من نفسي أني أحب أن أعطي، وعندما أحتاج لدورة المياه، أكره قول عبارة: أريد التبول، وأشعر أن هذا عار.

فما رأيكم فيما أعتقده من نفسي أني قليل الحياء وبخيل؟ ما رأيكم بشخص عندما يحتاج إلى دورة المياه، يكره قول عبارة: أريد التبول، ويشعر أن هذا عار؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العقيلي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك إن الحياء شُعبة من شُعب الإيمان، وأنه خصلة تمنع المسلم من الفحش، ومن المجاهرة بما لا يليق بمكانته.

ثانيًا: النفس الإنسانية تتأرجح بين ما هو حسن وبين ما هو قبيح، والله سبحانه وتعالى أقسم بالنفس اللوامة التي تلوم نفسها عند التقصير، أو عند ارتكاب الخطأ، والعطاء من الصفات الحسنة التي ترتقي بصاحبها إلى المعالي، وعكسه البخل أو عدم البذل، وهو من الصفات الذميمة، والتي يُشجّع الشيطان عليها، كما قال الله تعالى في محكم التنزيل: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]، وقال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].

ثالثًا: إن عملية التبوّل عملية إخراجية، فانظر إليها من الناحية الوظيفية الفسيولوجية، بأن الجسم يتخلص من السموم الموجودة في الدم بواسطة الكليتين، وأنها من النّعم التي أنعم الله علينا بها، فتصوّر الحال إذا حُبس هذا البول ولم يخرج؛ كيف يتحمّل الشخص ذلك، أعتقد ولو لثوان معدودة قد لا يتحمّل.

الإنسان يشتهي الماء، وكذلك الحيوان، ويطلبه ويشربه ويتهنَّى به، ويشعر بالراحة عند إخراجه، ويحمد الله على ذلك، لذا لا بد من تغيير مفهومك عن هذه العبارة، إلى التغيير الإيجابي، وألَّا تتغذى منها، بل تُفكّر في أنها كيف تتمُّ بهذه الدقة والحكمة الربّانية، وانظر إلى حال المرضى الذين يذهبون إلى عمليات غسيل الكلى، كيف يُعانون بسبب هذا الغسيل، وأنت تتبوّل بصورة طبيعية دون عناء أو مشقة.

أيها الفاضل الكريم: ليس هناك عار في معنى الكلمة، وإذا كنت تتحسس من لفظها، فيمكن أن تستبدلها بكلمة أخرى، أو بكلمات أخرى، مثل: (أريد الذهاب إلى الخلاء)، أو (أريد الذهاب إلى دورة المياه)، أو (أريد الذهاب إلى بيت الأدب)، أو أي ألفاظ أخرى تدلُّ على المعنى المقصود، وليس في ذلك حرج؛ لأن كل الناس يفعلون ذلك، وأنت لست الوحيد الذي يقوم بذلك، فهذه من الأمور الطبيعية الفطرية التي حبانا الله بها، وهي من الصحة والعافية.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر أمرك، ويُسدّد خُطاك، ويجعلك من التوّابين والمستغفرين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات