الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل معارضتي لأهلي للزواج من رجل تعتبر عقوق؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا بنت عمري 19 سنة، تعرفت على رجل ذو خلق ودين جاء لخطبتي، هو مطلق وله بنت، ويكبرني بــ19 سنة، لم يوافق عليه أهلي! رغم أنه متخلق ويصلي ومهنته جيدة، فهل معارضتي لأهلي فيه تعتبر عقوق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

أولًا: نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرزقك الزوج الصالح.

ثانيًا: نشكر لك اهتمامك بمعرفة الرأي الشرعي والتصرف الذي تقدمين عليه، ومعرفة حق أهلك عليك، ولا سيما الوالدين، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في دينك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.

ثالثًا: ينبغي أن تعلمي -ابنتنا الكريمة- أن الوالدين أحرص الناس على مصلحتك، وأرحم بك، وأنهما ينظران إلى ما فيه الخير لك، فهذا هو الأصل في الوالدين بما جبلهما الله تعالى عليه من الحب والرحمة، ثم هما مع ذلك كلِّه أعرف بأحوال الناس وأحوال الدنيا وأهلها، ومن ثمّ فرأيُّهم قد يكون في حالات كثيرة أرجح من رأيك، ونظرهم أصوب من نظرك، فلا ينبغي أبدًا أن تتجاهلي رأيهم، أو تحمليه على غير المحامل الصحيحة، فتقبّلي رأيهم بصدر رحب، وتذكّري البواعث التي تبعثهم على اتخاذ قرار ما في حقك.

وينبغي أن تحاولي معرفة الأسباب التي من أجلها رفضوا هذا الرجل، ليكون ذلك سببًا في قبولك لرأيهم برضًا وانشراح صدرٍ.

أمَّا من الناحية الفقهية فإن العلماء يقولون: إن الوالدين أو أحدهما إذا نهى ولده عن التزوج بشخص مُعيّن فإنه يلزم الولد الطاعة، ما دام هذا النهي ليس لمجرد حماقة، بل هناك مبرّرات ومسوّغات مقبولة في عُرف الناس، فليزمه أن يُطيع؛ لأن الأشخاص الذين يمكن أن يتزوج بهم غير هذا الشخص المُعيَّن كثيرون.

فمجرد مناقشتك لوالديك ومعرفة الأسباب أو محاولاتك لإقناعهم بالموافقة عليه، أو استعمال الوسائل التي تؤدي بهم إلى اتخاذ قرار الموافقة، كالاستعانة بالأقارب المؤثّرين عليهم، أو نحو ذلك من الوسائل، كلُّ هذه الأشكال ليست عقوقًا، لكن إذا أصرَّا على المنع من أن تتزوجي بهذا الشخص بعينه وكان الأمر -كما قلتُ سابقًا- أنه ليس هذا النهي لمجرد حماقة منهما، وإنما لأسباب موضوعية، فإنه يلزمك حينها أن تطيعيهما، وإن خالفتيهما يكون عقوقًا.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً