الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يجالس المدخنين، فكيف أصرفه عنهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجي سابقاً يشرب الشيشة قبل الزواج، ولكن بفضله سبحانه أقلع عنها، سؤالي والذي يضيّق خاطري هو أن أصحابه مازالوا يستعملونها -لا حول ولا قوة إلا بالله-، وإذا ذهب لهم يقولون له هل فعلاً أقلعت عنها؟ وأنت خسران ومحروم، فالشيشة تكيّف المزاج ومن هذا الحديث الذي يصفه زوجي أنّه مزاح فيما بينهم، ولا يحثونه على الرجوع لها، خوفي أنا أنه مهما كان مزاحاً فالشيطان حريص على إغراء ابن آدم، فربما مرّة يغتّر بكلامهم أو يشتهي عندما يشاهدهم.

سبق وأخبرت زوجي أنه لا يجوز الذهاب إليهم ومجالستهم في الوقت الذي يشربونها فيه، وأقترحت أن يلتقي بهم في أماكن أخرى غير الاستراحة، لكي لا يجلس معهم وقت المنكر، ولكن أخبرني بأن من يشرب الشيشة لا يخرج من استراحته، وأنه ليس له حل سوى أن يذهب لهم لأنهم يعاتبونه إن قطع تواصله، فهم أصدقاؤه لأكثر من عشر سنوات، فما الحل؟ يضيق صدري جداً عند ذهابه، وأجلس طوال الوقت أفكر بالأمر، وأحس بالقهر لأنه ذهب لهم مع علمه بحرمة مجالستهم، لدرجة البكاء بيني وبين نفسي أحيانًا.

زوجي -الحمد لله- لا يذهب إليهم كل يوم، يذهب كل أسبوعين مرة واحدة، وأحيانًا كل ثلاثة أسابيع مرة، ولكن هل في ذهابه هذا يصبح آثمًا؟ ساعدوني كيف أجعله يتركهم ويحس بأن الذهاب إليهم أمر خطير، لما فيه من حرمة مجالسة أهل المنكر الذي يفتخرون بالمنكر ويجاهرون به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rahaf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك وزوجك وأهل بيتك من كل مكروه وسوء إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك توبة زوجك من هذا المنكر العظيم، ونحمد الله إليك أن الترك عن اقتناع منه، ونحمد الله كذلك أن اللقاء بالأصحاب متباعد، كل هذه أمور مطمئنة نحمد الله عليها.

ثانياً: إننا نتفق معك في الاجتهاد في صرف زوجك عنهم، لكن هذا لا يكون بكلمة ولا بقرار، بل لابد له من خطة طويلة الأمد تعتمد على ما يلي:

1- إنشاء صداقات صالحة وجديدة لزوجك، فإن أهل الخير إذا كثروا عند الرجل زهد هو فيمن دونهم.

2- كثرة القراءة والمتابعة لخطر وأضرار الشيشة والدخان على الجسد، فإن الاقتناع العقلي كفيل بأن يبعد العاقل عن كل ما هو ضار له، فإذا أضيف إلى ذلك حرمته من جهات متعددة: عن طريق الضرر، وعن طريق التبذير، وعن طريق الإيذاء للغير، وعن طريق المجاهرة بالمعصية، وعن طريق القدوة السيئة، كل هذه -أختنا- طرق متعددة لتحريم الدخان والشيشة يجب أن تكون حاضرة في ذهن زوجك، ولكن بالتلميح لا التصريح، وبالطريق غير المباشر.

3- إكسابه الثقة في نفسه: أظهري له دائماً أنك واثقة فيه، وأنهم لو كانوا ألفاً ما استطاعوا أن يغيروك لقوة شخصيتك، وسلامة فطرتك، وقوة عزيمتك، إكسابه الثقة بنفسه عامل إيجابي مهم.

4- إذا علمت بأحد فيه دين وصلاح وتقوى وزوجك يرتاح له، فاجتهدي ان تتعرفي على زوجته، وعن طريق هذا تتم الزيارات بينكم وتتوطن علاقتهم ببعضهم.

5- الفراغ يدفع الإنسان دائماً إلى البحث عن من يضيع معهم أوقاته، لكن إذا استطعنا شغل أوقاته بأشياء نافعة يحبها فإن هذا سيكون عاملاً إيجابياً.

6- من المهم كذلك أن تحرضيه على ممارسة الرياضة، وأن يكون هذا جزءاً من حياته وثقافته، فإن الرياضة تبعد الإنسان عن كل ما يضر بدنه.

7- عظمي فيه الرقابة من الله عز وجل، وتحري الحلال، واستعيني بالله عز وجل، وأكثري من الدعاء أن يصلحه الله وأن يحفظه وأن يصرف عنه كل سوء.

هذه الأمور مجتمعة سيكون لها عامل إيجابي -بأمر الله تعالى-.

نسأل الله أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات