الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحافظ على الصلاة في وقتها مع العمل والانشغال؟

السؤال

السلام عليكم..


أحاول أن أواظب على الصلاة، لكن تفوتني بعض الصلوات، ما عدا صلاة الفجر، بسبب إنشغال الوقت وطلبات الأولاد، التي لا تنتهي باستمرار، وأنا لا أستريح أبداً؛ لأن أولادي لا يأتون في وقت واحد، بل بعض وراء بعض، وهذا يجبرني أن أبقى طوال الوقت وأنا مشغولة وهم شباب، ولا يوجد عندي معين غير الله سبحانه وتعالى، وأنا امرأة أعاني من أمراض عدة: القلب والكلى، وسبق أن عملت عمليات، أرجوكم أن تدلوني على الطريقة التي أواظب بها على صلاتي، وكيف يمكن أن أحفظ القرآن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سائد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يحبب إليك الإيمان والطاعة والصلاة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن موضوع الصلاة والمحافظة عليها يأتي على رأس أولويات المسلم؛ لأن الصلاة في أول وقتها من أحب الأعمال إلى الله، وهي علامة صدق الإيمان، وتأخير الصلاة عن وقتها أو التكاسل عنها من علامات المنافقين والعياذ بالله، حيث قال الله عنهم: ((وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ))[النساء:142].

ولن يتم الاهتمام بالصلاة والحرص عليها إلا إذا صمم المسلم على ذلك، فالأمر متوقف عليك أنت شخصياً، فإذا وضعت الصلاة وأدائها في وقتها على رأس اهتماماتك، وحرصت على ذلك واجتهدت في ذلك، وقدمت حق الله فعلاً على حق ما سواه، ((فسوف يوفقك الله لذلك)).

فمهما كان شأن الأولاد والاهتمام بهم والحرص عليهم، فلا ينبغي لنا بحال أن نقدم أولادنا على محبة الله ورسوله، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين) وقال جل شأنه:
((وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ))[البقرة:165].

فمن علامات صدق الإيمان: تقديم حق الله ورسوله على حق من سواه كائناً من كان، فلابد لك من أن تغيري طريقتك هذه، وألا تؤخري الصلاة مهما كانت الأسباب وأنت وحدك القادرة على ذلك، فمهما حاولنا أن نصف لك علاجاً فلا يمكن أن ينجح، إلا إذا قررت أنت ذلك، فالأمر إليك أنت وحدك، ولذا عليك أن تجتهدي في المحافظة على الصلاة في أول وقتها، وتقدمي الصلاة على أي طلب لأي شخص، وسوف تشعري ببعض المعاناة في أول الأمر، ثم يصبح الأمر سهلاً بعد ذلك إن شاء الله.

وعليك كذلك بالدعاء والإلحاح على الله أن يعينك وأن يوفقك وأن ييسر لك ذلك، وإن شاء الله سوف تجدين عوناً من الله على ذلك.
وأما بخصوص حفظ القرآن، فهذا متوقف على ظروفك ومستواك التعليمي وظروفك الصحية والنفسية، وأوسط الأمور أن تبدئي بقصار السور أولاً، ثم السور التي ترتاحين لها أكثر من غيرها، وأن تحددي لك مقداراً معيناً تحفظينه يومياً ولو آية واحدة فقط، والمهم الاستمرار وعدم التوقف، ثم تراجعين الحفظ القديم مع الحفظ الجديد، ويمكنك إذا واظبت على حفظ آية واحدة يومياً أن تحفظي القرآن كله في مدة خمس سنوات إن شاء الله، وعليك كذلك بالدعاء أن يعينك الله على حفظ كتابه وعدم نسيانه، وأنا واثق من أنك سوف تتحسنين في الصلاة، وتتقدمين في حفظ القرآن بالأخذ بالأسباب مع الدعاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً