الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري سبب لي ضعفاً في عضلات الحوض

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً، أعاني من الوسواس القهري منذ سنوات، وسبب لي ضعفاً في عضلات قاع الحوض منذ عامين، كنت أتناول فافرين 100، وأنافرونيل 25، يومياً، واستمر ذلك عاماً، ثم أصبح 75، ثم تم التقليل بالتدريج حتى مضى عام منذ بدأت في تناول الدواء، ولم أتحسن تماماً.

وبعد عام ذهبت لطبيب آخر، وصف لي بروزاك 20 قرصاً يومياً، وأنافرونيل 25 يومياً، لمدة 3 أسابيع، ثم رفعت الجرعة إلى قرصين بروزاك، وقرص أنافرونيل 75 يومياً، لمدة 3 أشهر، فهل الجرعة صحيحة؟ وإلى متى أستمر على الدواء؟ وكيف أوقفه؟

أنا الآن مصابة بالسلس الإجهادي لضعف عضلات الحوض، ويزداد الأمر كثيراً بعد خروجي من الحمام، حتى أني آخذ معي عند الذهاب للحمام منشفة صغيرة أو منديلاً أجفف بها نفسي، لأني أشعر بنزول البول عند أقل حركة، أو عندما يصطدم بي أحد بقوة، ولا أستطيع عمل تمارين تقوية قاع الحوض، فهل هناك بديل آخر لعلاج هذا السلس؟

وهناك حالة أخرى وهي: أني عندما أسمع كلاماً جنسياً عادياً، أو أسمع خبراً مقلقاً، أو أفزع من رؤية شيء فجأة، أشعر وكأنني سأتبول، فهل تذهب هذه الحالة مع الدواء؟وأيضاً أعاني من كثرة الغازات، فما العلاج؟ وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب.

الوساوس القهرية لا تُعالج فقط عن طريق الأدوية، حتى وإن كانت هذه الأدوية فعّالة ومفيدة، لكن الإنسان لا بد أن يكون مستبصرًا حول الوساوس، ولا بد أن تكون له قناعات مطلقة بأن الوساوس سلوكٌ متعلّم وسلوك مكتسب، وليس سلوكًا فطريًّا، وأن الشيء المتعلّم والمكتسب يمكن أن يُفقد من خلال التعلُّم المضاد.

والأمر الثاني هو: أن يكون نمط الحياة نمطًا إيجابيًّا، وأن يُبدّل الإنسان أفكاره، يتخلص من الوسوسة والقلق والتوترات، ويأتي بأفكارٍ أكثر إيجابية ونفعًا وفائدة وجمالاً، وتكون المشاعر إيجابية، وتكون لحياة الإنسان معنى، بمعنى أن الإنسان يسعى دائمًا لأن يكون مفيدًا لنفسه ولغيره، وأن يُحسن إدارة وقته، هذه كلها متطلبات لعلاج الوساوس.

والوساوس عامّة يجب ألَّا يخوض الإنسان فيها أبدًا، لا يُحلِّلها، لا يسترسل معها، بل يُحقّرها، ويصرف انتباهه عنها من خلال إدخال أفكار أو أفعال جديدة، وأن يُنفّر نفسه من الوسواس بأن يربطها بأشياء غير مُحبّبة للنفس. توجد برامج علاجية كثيرة وممتازة.

وأنت ذكرت أنك قد عشت مع الوساوس منذ سنوات، هذا خطأ كبير، الوسواس يجب ألَّا يكون جزءًا من حياة الناس، وأقول لك: الآن ابدئي، ابدئي مسيرة العلاج الصحيح، العلاج النفسي الذي تحدثنا عنه، طرق أساسية وخطوات إجمالية، واذهبي إلى الطبيب النفسي، وقابلي الأخصائية النفسية، اجلسي جلستين أو ثلاثا، وسوف تعطيك المزيد من التفاصيل حول ما ذكرتُه لك، ويكون هذا هو العلاج الأساسي.

أمَّا العلاج الدوائي فلا بأس به أبدًا، فهو جيد ويُساعد، والأدوية التي كُتبت لك هي أدوية سليمة وفاعلة، وعليك أن تواصلي عليها، ومدة العلاج يُحددها التقدُّم العلاجي للشخص، والذين يجتهدون في التطبيقات العلاجية السلوكية -غير الدوائية-، دائمًا فرصهم في الشفاء أحسن، وفرصهم في ألَّا تحدث لهم هفوات أو انتكاسات مرضية أفضل بكثير، وهذا هو الذي نريده لك.

بالنسبة لموضوع سلس البول: أرى أنه أيضًا وسواسي، وهذا يتوقف من خلال تحقير الفكرة، وإيقاف استعمال هذه المنشّفات الصغيرة، هذه كلها وسوسة، وتمارين تقوية الحوض تمارين سهلة جدًّا، بسيطة جدًّا، يجب أن تطبقيها، بل مارسي الرياضة كجزء من حياتك، رياضة المشي مهمّة ومفيدة وسهلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً