الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب انتفاخ البطن وتنميل الأطراف؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من انتفاخ في البطن، وانزعاج في القلب، وتنميل في الجانب الأيسر من الشفاه، واليد والقدم، إضافة إلى وسواس الموت والخوف المزعج من حين إلى آخر.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أخي: كل الأعراض التي ذكرتها من انتفاخ في البطن، وانزعاج في القلب، وتنميل في الجانب الأيسر، وكذلك الشفاه واليد والقدم، إضافة لوجود الوسواس حول الموت: ربما يكون السبب في ذلك هو القلق، أي في هذه الأعراض الجسدية، لكن – يا أخي الكريم – حتى نطمئنّ عليك أكثر، أرجو أن تذهب إلى الطبيب، طبيب الباطنة أو طبيب الأسرة، لتقوم بإجراء فحوصات طبية كاملة.

بعد أن تتأكد من السلامة الجسدية، بعد ذلك تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وأفضل دواء يُعالج قلق المخاوف الوسواسي هو العقار الذي يُعرف باسم (سيرترالين)، الجرعة هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا – تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها مائة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى خمسين مليجرامًا يوميًا شهرين آخرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام أخرى، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء أيضًا نوصي به كداعم لعقار السيرترالين، الدواء الثاني يُعرف باسم (سولبيريد) واسمه التجاري (دوجماتيل) تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

إذًا – يا أخي الكريم – البداية تكون بمقابلة طبيب الأمراض الباطنية، أو طبيب الأسرة، وإجراء الفحوصات، وبعد التأكد من السلامة الجسدية، تتناول السيرترالين ومعه السولبيريد، و-إن شاء الله تعالى- سوف تقضي على هذه الوساوس تمامًا.

من جانبك – يا أخي – يجب أن تحقّر هذا الوسواس، هذا وسواس مرضي، والخوف من الموت يجب أن يكون خوفًا شرعيًّا، وليس خوفًا مرضيًّا، والخوف الشرعي يجعل الإنسان بعيدًا عن الغفلة، ويجعل الإنسان يُحاسب نفسه، ويعيش الحياة بقوة وأمل ورجاء وإيمان، وأن يكون مستعدًّا للقاء ربه في ذات الوقت. و-يا أخي الكريم- لن تموت نفس إلَّا بعد أن تستوفي رزقها وأجلها.

عليك أن تحقّر هذا الوسواس بهذه الكيفية التي ذكرتُها، أريدك أيضًا أن تجتهد في عملك، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تحرص على عباداتك، خاصة الصلاة على وقتها، وأن تتجنب السهر، وألَّا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية أبدًا، وأن تكون بارًّا بوالديك. هذه كلها علاجات مهمّة جدًّا؛ لأن تتمتع بصحة نفسية وجسدية ممتازة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً