الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة ولكنني أشعر أنها بخيلة، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على فتاة، ونشأت بيننا علاقة عاطفية، وأردت التقدم لخطبتها، ولكني لاحظت أن في كل مرة نلتقي فيها في مطعم أو مقهى لا تبادر ولو مرة واحدة بدفع الفاتورة، بالرغم أنها تعلم ظروفي المادية، وفي كل مرة تطلب مشروباً غالياً ولا تكمله! مما جعلني محتاراً، فهل هي مادية شحيحة، أم ماذا؟ بالرغم أن الجميع شكر لي أخلاقها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الأخ الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلّا هو.

أرجو أن تعلم أن العلاقة التي نشأت بالطريقة المذكورة – كما فهمنا – لا تُقبل من الناحية الشرعية، كما أن المقياس والمعيار لقياس البخل من غيره أيضًا في موضعه غير صحيح، فمن الطبيعي أن تطمع الفتاة في مَن يصرف عليها، وفي مَن يدفع عنها، وفي مَن يبذل الغالي والرخيص من أجلها.

ولذلك أرجو أن تتوقف هذه العلاقة حتى تُوضع في إطارها الشرعي، وإذا كنت قد سألت وعلمت أن أخلاقها جيدة وأنها مشكورة فعليك أن تأتي البيوت من أبوابها، وتحوّل هذه العلاقة إلى علاقة رسمية، ونذكّرُ بأنك لن تجد فتاة بلا عيوب، كما أنك لست خاليًا من النقائص والعيوب، فنحن بشر والنقص يُطاردُنا، والنبي عليه الصلاة والسلام يُعطينا معيارًا فيقول: (لا يفْرَك مؤمنٌ مؤمنة، إن كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر).

ونحن دائمًا لا نميل إلى مسألة الاختبارات، ربما هي أيضًا تختبرك الآن، تريدُ أن ترى سخاءك، وتريد أن ترى كرمك، وأنت تريد أن ترى منها أيضًا الكرم والسخاء وغير ذلك، ولذلك هذا كله غير صحيح، فالعبرة بالدّين، وإذا وُجد الدّين فإن الدّين يُصلح أي خلل.

وكلُّ كسرٍ فإن الدّين يجْبُره * وما لكسر قناة الدِّين جُبرانُ.

وعليه أرجو أن تتوقف العلاقة، ثم تُوضع في إطارها الصحيح، ومن حقك أن تسأل عنها، ومن حقها أن تسأل عنك، فإن وجدت وفاقًا وأخلاقًا طيبة فعلى بركة الله، وثق بأنك لن تجد الكمال، لأن الكمال محال، ولكن طُوبى لمن تنغمر سيئاتها القليلة في بحور حسناتها الكثيرة.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يجمع بينكم في الحلال وعلى الحلال، وأن يُعمّر داركم بالمال والعيال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً