الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تتزين لي كما أريد.. هل أتزوج بأخرى؟

السؤال

تزوجت منذ 4 سنوات، وزوجتي إنسانة رائعة وأحمد الله على أن أكرمني بالزواج منها، وبيننا حوار وتفاهم إلى حد كبير.

المعضلة أنها تستثقل أمور الزينة، وترى أن مجرد نظافتها مع لمسات بسيطة جدًا أمر كافٍ لتبدو بمظهر جذاب.

أما أنا فأطالبها بتفاصيل إضافية مثل تنويع الملابس والمكياج والحليّ حسبما يرضيني، وهي ترفض؛ لأنها لا تطيق المساحيق، وتشعر بالضيق في الملابس الضيقة، ولا تريد نهائيًا فرد الشعر أو أن يلمس قفاها!

العلاقة الخاصة ليس فيها مشكلة، فقط الزينة، والأمر يؤثر في نفسي بشكل كبير، وكثيرًا ما أتخيل- للأسف- الجميلات في الخارج؛ لأني لا أرى زوجتي تتجمل لي.

لما صارحتها برغبتي مرارًا، فاض بها الأمر مؤخرًا وقالت: "لست أتخيل نفسي بقية حياتي أتزين كما تريد بشكل يومي، وأنت زوج صالح ومسؤول، وأريد العيش معكَ، لذا أرى أن تتزوج من أخرى تستكمل بها النقص في حياتك". وشروطها أن تستقل كل زوجة ببيت، وأن تكون الثانية من جنسية مختلفة.

وضعي المادي حاليًا جيد والحمد لله، لكن بالنسبة لبيتين، فأنا في حيرة، فإن كانت أساسيات البيت (الإيجار والفواتير والمأكل والمشرب والمواصلات فقط) تُستوفى- مثلا- بعشرة قروش، فأنا والحمد لله دخلي خمسة عشر قرشا، فإذا قررت فتح بيت آخر، فإنه لا مجال إلا لكفاية أساسيات كل منزل، وبالكاد تقريبًا، مع محاولة الاقتصاد في نوعيات الطعام مثلا.

سؤالي: هل أمر الزواج من ثانية أنتظر فيه توفر كامل شروطه، (متوافرة مع نقص نسبي في الشرط المادي)، أم أنني كعبد لله، مأمور بأن أسلك ما يرضيه، وعليه الإعانة والتوفيق؟

- إذا كان رأيكم بالزواج.. فما نصائحكم لكي أتأكد من أن الزوجة الثانية ستكون زوجة كما أريدها في أمور التبعل والبيت؟

أرجو فتواكم ونصائحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الأخ الكريم في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، وحسن العرض للسؤال، ونحيي ثناءك على الزوجة، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

حقيقة نحن لا نؤيد مسألة الاستعجال بالمجيء بزوجة ثانية إذا كانت الزوجة بهذه المواصفات، والظرف المادي بالنسبة لك ليس بذاك الوضع الذي تستطيع أن تكون فيه تدير بيتين بارتياح، والشريعة تبيح لك أن تتزوج مثنى وثلاث ورباع، وهذا أمر لا خلاف عليه، ونرجو أن تجعل زوجتك تتواصل مع الموقع حتى نقنعها بأهمية الاهتمام بتزينها وزينتها، وليس من الضروري أن تقلد الأخريات، لكن لا بد أن تبتكر في أمر الزينة.


أرجو أن تعلم أن التسريحة التي تليق مع فلانة قد لا تليق مع الأخرى، وأن كل فتاة تستطيع أن تتجمل بالطريقة التي تناسبها.

ولكن عليها أن تدرك أنها مأجورة عندما تهتم بزينتها، فإن هذا الجانب من الأهمية بمكان، وكذلك أيضاً نوصيك بأن تبالغ في الثناء عليها عندما تتزين؛ لأن هذا هو الذي يدفعها للمزيد، أما إذا كنت ستقارن ولا تنظر إلى ما حصل من زينة ولو خفيفة كما أشرت فإن هذا لا يجعلها تتقدم في هذا الاتجاه، وكثيراً ما تشتكي الأخوات من أن الأزواج لا يثنون على الزينة ثناءً مفصلاً، المرأة تختلف تحتاج ثناء مفصلاً تفصيلاً دقيقًا بخلاف الرجل الذي يكفيه الثناء والمدح الإجمالي.

وعلى كل حال نحن لا نميل للاستعجال في فكرة الزواج بثانية، ولكن نتمنى الآن تشجيعها، الاهتمام بزينتها، الثناء عليها إذا تزينت، والحمد لله إذا كانت العلاقة الخاصة كما أشرت بطريقة ممتازة، فهذه هي الثمرة المرجوة، والقرار لك، ولكن نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال، ولا نؤيد أيضاً مسألة جعل الزينة وهذه التفاصيل إذا اختلفتم عليها هي المحور الوحيد، واعلم أن الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة سيكون فيها إيجابيات، ولها سلبيات، ولذلك لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر، فالكمال محال، الزوجة الأولى والزوجة الثانية والثالثة كل زوجة من الزوجات سيكون فيها إيجابيات وعندها سلبيات، وكذلك نحن معشر الرجال، فنحن بشر والنقص يطاردنا جميعاً.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً