الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي في نظرتي الحادة وسرعتي في النطق، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 20 سنة، أواجه مشكلة في التعامل مع الناس، فعندما أقابل أحداً فإني أبتسم في وجهه، وأكلمه، لكن دائماً ألاحظ أن من أتكلم معه يبعد عينيه، ويصرف نظره عني، لأن لدي نظرة حادة، مع أني أحاول قدر الإمكان أن أطلق وجهي، وصرت بسبب هذه المشكلة أعتزل الناس، حتى أصدقائي وجيراني، وكنت ألتقي بهم يوماً واحداً على الأقل، وهو يوم الجمعة بعد الصلاة، ولكن بعد فترة اعتزلتهم حتى يوم الجمعة، بسبب هذه المشكلة.

كما أعاني من مشكلة أخرى في النطق: وهي تتابع الكلام، أي النطق بسرعة في بعض الأحيان، لا أستطيع السيطرة على نفسي لكي أتكلم ببطء وهدوء، وأصبحت في غالب الوقت حزين، وأشعر أن الكل يكرهني، فما الحل؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخي الفاضل - ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

إن معظم ما ذكرته في سؤالك - أخي الفاضل - إنما يعود لحالة من القلق، والتي تتجلّى بالارتباك عند لقاء الآخرين، مع سرعة الكلام، أو أحيانًا التوتر عندما يقع النظر على النظر. ومن الطبيعي عندما يشعر الإنسان بالقلق في موقفٍ معيّن أن يبدأ بتجنُّب هذا الموقف، ظنًّا منه خاطئًا، أن هذا التجنُّب سيحلّ الإشكال، إلَّا أنه في الواقع التجنُّب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدُها تعقيدًا، وكما حصل معك في التجنُّب التدريجي حتى امتنعت عن اللقاء بالأصدقاء والآخرين.

فما هو الحل يا تُرى؟
إن الحل إنما هو بالقيام بعكس التجنّب، ألا وهي المواجهة والإقدام. فالمطلوب منك - أخي الفاضل - وأنتَ عازمٌ على التخلص من هذه الصعوبات: أن تُبادر بالخروج ولقاء الآخرين، بالرغم من أن الأمر ستكون فيه بعض الصعوبات - على الأقل في البداية - ورويدًا رويدًا تجدُ ثقةً في نفسك أقوى من السابق، حتى تصل إلى مرحلةٍ تتحدث للناس بكل هدوء واتزان، وتنظر في أعينهم دون ارتباك.

قد يأخذ هذا بعض الوقت، إلَّا أن هذا هو الطريق المناسب، والذي نسمّيه أحيانًا بالعلاج السلوكي عن طريق القيام بما نخافه، أو نتوتر منه، وليس عندي شك - أخي الفاضل - بأنك قادرٌ على تجاوز هذا، خاصة وأنك في ريعان الشباب، في العشرين من العمر.

أدعو الله تعالى لك براحة البال والاطمئنان، والنجاح في هذا التغيير المهم في حياتك، وخاصة أنك في مطلع شبابك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً