الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأعراض العضوية لها ارتباط بالأمراض النفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شاب في 28 من عمري، أعاني منذ البلوغ من التوتر والقلق الذي يتطور إلى اكتئاب أحياناً بسبب مشاكل الحياة، ولذلك أتناول منذ ثلاث سنوات مضاد اكتئاب، ومضاد قلق في الآونة الأخيرة، وبعد قلق كبير زال المسبب، والقلق خف، وظهرت أعراض مختلفة، ولا أفهم إذا كانت مرتبطة أو لها علاقة بأعراض أخرى مثل: الطنين الخفيف أحياناً في الأذن، وألم الرأس، وخاصةً خلف الرأس والرقبة، ودوار شبه دائم، ويزيد الألم عند شرب القهوة أو التدخين، مع قليل من ضيق التنفس.

أرجو الرد.

بارك الله فيكم، وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد..

أخي: القلق التوتري المصحوب بالاكتئاب الذي أصبت به منذ ثلاث سنوات يمكن علاجه بصورة فعالة جداً، فبجانب الدواء طبعاً لا بد أن تكون إيجابياً في تفكيرك وفي مشاعرك، وأن تحدد أهدافك في الحياة، وأن تضع الآليات التي توصلك لهذه الأهداف، -والحمد لله- أنك ذكرت أن المسبب الذي سبب لك القلق قد زال وهذا أمر طيب، ويجب أن تستغل هذه السانحة، وتكون أكثر إيجابيةً في تفكيرك، وكما ذكرت لك لا بد أن تضع لنفسك أهدافاً، الأهداف حين يضعها الإنسان، ويضع الآليات التي توصله إلى أهدافه، هذا يعني أنه قد حول القلق من قلق سلبي محتقن إلى قلق إيجابي فعال، والقلق مطلوب في حياتنا، فالذي لا يقلق لا ينجح.

ودائماً نقول: أن ممارسة الرياضة مهمة جداً، تنظيم الوقت أيضاً ذو فائدة عظيمة، تجنب السهر، والآن أنت تشتكي من الطنين الخفيف في الأذن، وألم في الرأس، وخاصةً خلف الرأس والرقبة، وشيئاً من الشعور بالدوار، وزيادة الألم عند شرب القهوة والتدخين.

أخي الكريم: طبعاً الشيء المثالي هو أن تجري بعض الفحوصات الطبية، أنا لا أعتقد أن لديك مرضاً عضوياً مخيفاً، الأمر كله قد يكون مرتبطاً بالقلق؛ لأن القلق في بعض الأحيان يؤدي إلى أعراض نسميها بالأعراض النفسوجسدية، ومنها الطنين، ومنها الشعور بالصداع الناتج من الانقباضات العضلية والدوار، هذا كله يمكن أن يحدث من القلق.

لكن أنصحك من أجل الاطمئنان التام أن تذهب إلى الطبيب، وتجري فحوصات طبية عامة، وأتصور أنك لو خفضت من التدخين إلى أن تتوقف عنه فهذا أمر جيد.

بالنسبة للشعور بالألم عند شرب القهوة: فبعض الأشخاص الذين لديهم قابلية للصداع النصفي فالقهوة تزيد من الانشداد العضلي لديهم مما يسبب الألم، ولا أقول أن لديك صداعاً نصفياً، لكن هذا أحد التفسيرات العلمية التي وددت أن أذكرها لك، فخفف من شرب القهوة.

وأعتقد أنك لو انخرطت في ممارسة تمارين استرخائية، وخاصةً تمارين التنفس المتدرجة: الشهيق بقوة وببطء عن طريق الأنف ثم حصر الهواء في الصدر، ثم بعد ذلك الزفير أيضاً بقوة وبطء عن طريق الفم، شد العضلات وقبضها ثم استرخاؤها، هذه تمارين مفيدة جداً تفيد في مثل أعراضك هذه، وأرجو أن تطلع على أحد البرامج حول كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء من خلال اليوتيوب وتطبق هذه التمارين.

أنت لم تذكر الأدوية التي تتناولها؛ لأنه كان سيفيدنا، لكن على العموم يوجد دواء يسمى دوجماتيل (سلبرايد)، هذا مفيد جداً لعلاج الطنين والصداع المرتبط بالقلق والتوتر، فيمكن أن تتناول منه كبسولة واحدة يومياً في الصباح 50 مليجراماً لمدة أسبوعين، وإن شاء الله تجد منه الفائدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً