الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فكرة الخوف من روحي تستنزف قواي!

السؤال

السلام عليكم.
أشكركم كثيراً على ما تقدمونه لنا.

أنا فتاة في عمر 25 سنة، أصبت بنوبات هلع واختلال الأنيّة والعديد من الوساوس القهرية والعديد من المخاوف، لكن -بفضل الله- تغلبت عليها كلها لوحدي على مدار 7 سنوات وأصبحت أقوى.

لكن الآن أصبت أخاف، وأستحي من نفسي قول مما أخاف منه! فأنا أخاف من روحي! نعم أنا أخاف من الروح التي وضعها الله في جسدي، أنا أخاف من نفسي وروحي! كأنني لست بروح داخل جسد، إنما أنا جسد وبداخلي روح وأنا خائفة من هذه الروح!

هذا الخوف أتاني عندما كنت أمارس التنفس البطني العميق، وكنت أركز مع جسمي حتى بدأ عقلي يفكر حتى دخلت فكرة في عقلي أن هناك روحاً داخل جسمي، فهلعت من تلك الفكرة وخفت، ومنذ ذلك الحين وأنا أتعذب وخائفة من روحي، لدرجة أني أريد أن أنتزع روحي مني من شدة خوفي منها!

أعلم أن هذا الخوف غير منطقي، وأن روحي هي جزء مني، وهي قطعة من روح الله، ولا تعتبر خطراً علي لكن هذه الفكرة ومشاعر الخوف تتسلل إلى عقلي رغماً عني، وتسبب لي تسارعاً في ضربات القلب، ورعشة في يداي وأقدامي، وأكاد أصاب بنوبة هلع، وكل محاولاتي للتخلص منها باءت بالفشل!

عندما أخرج أنسى هذا الخوف وأصبح عادية. سألت طبيباً نفسياً فقال: هذا اختلال أنيّة بشكل بسيط، وسألت آخر فقال: هذا خوف يجب تجاهله، وسألت طبيباً آخر فقال: هذه مخاوف وسواسية.

أنا محتارة لأمري! هل من حل؟ انصحوني من فضلكم، أنا أخاف أن يستمر معي هذا الخوف، وأصبحت طاقتي مستنزفة لما مررت به، وليست لدي طاقة للتغلب على شيء جديد.

ماذا أصابني؟ من فضلكم أنا أنهار، خائفة ومرعوبة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nesrine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

حقيقة: لا حرج من طرح هذا الموضوع أبدًا، فالصحة النفسية هامّة، بغض النظر عن طبيعة أعراضها.

نعم يبدو -أختي الفاضلة- أنك في السبع السنوات الماضية استطعت مقاومة ما ذكرتِ من نوبات الهلع واختلال الأنية والوساوس القهرية والمخاوف، تغلبت عليها -بفضل الله تعالى- لوحدك كما ورد في سؤالك، ولكن الآن يبدو أن الأمر يحتاج إلى علاج فعّال، ليس فقط معاندة أو مقاومة المرض وحدك، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (تداووا عباد الله، فإنه ما أنزل الله من داءٍ إلَّا وأنزل له دواء)، فكما أن هذا ينطبق على الأمراض العضوية فإنه ينطبق أيضًا على الأمراض النفسية كالتي تعانين منها.

أختي الفاضلة: ذهبت إلى عدة أطباء نفسيين، وكل واحد منهم ذكر تشخيصًا، وها أنا أيضًا سأُدلي -لو سمحتِ- بدلوي:

أنا أتفق مع الطبيب الذي ذكر أن مخاوفك هذه من روحك إنما هي مخاوف وسواسية، وخاصة أنك في الماضي كنت تعانين من الأفكار الوسواسية القهرية.

أختي الفاضلة: أدعوك بكل جد أن تأخذي موعدًا مع الطبيب النفسي مجددًا، مع الطبيب الذي شخص لك المخاوف الوسواسية، وتطلبي منه أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للأفكار الوسواسية القهرية، وأنا لا أشك أنك خلال عدة أسابيع من أخذ الدواء بشكل مستمر، وبالجرعة المناسبة ستشعرين بتحسُّنٍ كبير، وتعود روحك إليك مطمئنة بإذن الله -سبحانه وتعالى-.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة، وأن تطمئن روحك التي بين جنبيك، فهي من روح الله -سبحانه وتعالى- التي أنعم الله تعالى علينا بها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً