الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الصدمات الكهربائية تنفع لعلاج الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الأرق والوسواس القهري منذ سنوات، جربت العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي، لكن لم يعطِ نتيجة!

هل الصدمات الكهربائية تصلح لعلاج الوسواس القهري المستعصي الذي أعاني منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكرياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

أخي: مهما كانت درجة الوسواس القهري -إذا كان بالفعل وسواسًا قهريًا وليس تشخيصًا آخر- يُعالَج، الآن الحمد لله تعالى توجد الوسائل العلاجية السلوكية المنضبطة، وتوجد الأدوية القوية والفاعلة، وكلّها -إن شاء الله تعالى- تصبُّ في صالح الإنسان، وتؤدي إلى تفتيت وتفكيك الوسواس. والحمد لله الآن النتائج العلاجية رائعة جدًّا، خمسة وثمانون بالمائة (85%) من الذين يُعانون من الوسواس يتمّ علاجهم.

الإشكالية تأتي في أن بعض الناس يظنون أن الذي لديه وسواس قهري ويكون شيئًا آخر غير الوسواس، فحديث النفس والشكوك وغيرها قد تكون ناتجة من تشخيص آخر، فيجب ألَّا يُشخّص الإنسان نفسه إذا لم يستجب للعلاجات، يذهب إلى الطبيب ويجعل الطبيب هو الذي يقوم بالتشخيص، ومن حق الإنسان أن يُناقش طبيبة ويعرف كل التفاصيل عن الحالة، من حيث التشخيص، من حيث الخطة العلاجية، ومن حيث المآلات العلاجية، أي ما هي النتيجة... وهكذا.

الأرق -أخي الكريم- كثيرًا ما يكون مصحوبًا بالتوترات والقلق وربما الاكتئاب الثانوي أو الاكتئاب الأساسي، وبعض الناس يأتيهم الأرق لأن صحتهم النومية ليست مرتبة وليست منظمة، تجدهم مثلاً ينامون في أثناء النهار -أنا لا أعني أخي شخصك الكريم- لكن أتكلم بصفة عامة، تجدهم ينامون أثناء النهار، تجدهم لا يمارسون الرياضة، يُكثرون من شُرب المنبّهات في المساء كالشاي والقهوة والتدخين، وتكون أيضًا الساعة البيولوجية لديهم غير منضبطة، لأنهم يسهرون في بعض الأحيان وينامون مبكرًا في أحيان أخرى. فهذه كلها -أخي الكريم- مُخلّة جدًّا بالصحة النفسية.

أنا عمومًا لا أنصح كثيرًا باستعمال المنوّمات ذات الطابع الإدماني، توجد أدوية كثيرة وقوية لكن لا أنصح باستعمالها، لكن توجد أدوية أخرى ليست إدمانية، مثلاً بعض مضادات الاكتئاب مثل الـ (ترازودون Trazodone)، مثل الـ (ريميرون Remeron) مفيدة لعلاج الأرق والقلق وتحسين المزاج.

عقار (أنافرانيل Anafranil) والذي يُسمَّى باسم (كلوميبرامين Clomipramine) من الأدوية القديمة جدًّا لعلاج الوسواس القهري، وتحسين المزاج، وهو أيضًا يُحسّن النوم بصورة ممتازة.

فيا أخي الكريم: راجع أمر التشخيص مع طبيبك، ويجب أن تُوضع لك الخطة العلاجية التامّة.

أمَّا بالنسبة لسؤالك حول الصدمات الكهربائية:
الجلسات أو الصدمات الكهربائية -كما يُسمّيها البعض- ليست من العلاجات المفيدة في الوساوس القهرية، على العكس، ربما تجعل الوسواس أكثر تمكُّنًا وشدّةً، فلا أنصحك بها إذا كان بالفعل التشخيص هو الوسواس القهري.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ويمكنك أن تتواصل معي بعد أن تقابل طبيبك المعالِج وتستفسر منه عن الأشياء التي أشرنا إليه من حيث دقة التشخيص وكذلك الخطة العلاجية وما هي الأدوية التي تتناولها الآن، أمَّا العلاج الكهربائي فكما ذكرتُ لك غير مفيد في الوساوس القهرية، لكنّه يفيد طبعًا في الاكتئاب المطبق الشديد، لا شك في ذلك، وبعض الحالات الأخرى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً