الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في قلق مستمر وأتحسس جسدي خوفاً من الأمراض!

السؤال

أعاني من وسواس المرض والموت، قلق مستمر، ترقب، خوف، أتحسس جسدي خوفاً من الأمراض، أنظر إلى البراز خوفاً من وجود دم، أخاف أن قلبي به شيء، وبشكل مستمر، دائماً أعمل تحاليل شاملة خوفاً من الأمراض، أتحسس رقبتي وصدري وبطني، وقبل سنة عملت سوناراً على الغدة، وقالوا: توجد عقدة، وعملوا لها عينة، وطلعت سليمة، صرت خائفة أن أراجع فيها الآن ويقولون شيئاً آخر، فأنا في خوف مستمر، وقلق.

كتب لي الدكتور بريستيج 50، (رياجيلا) 3 مل، ميرزاجن 30، ولما قرأت عن البريستيج خفت، وأيضاً (رياجيلا) يقال بأنه يسبب إغماءً وسقوطاً، وأنا مريضة سكر وضغط، فهل تناسبني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الأعراض التي ذكرتِها هي حقيقة أعراض قلق مخاوف - كما تفضلت - وهذه بالفعل تكون مزعجة لكن ليست خطيرة، والمخاوف بصفة عامة - وعلى المستوى الفكري المعرفي- يجب على الإنسان أن يُحقّرها، وألَّا يخوض فيها أبدًا، ويصرف انتباهه عنها من خلال الإتيان بفكرة جديدة، تكون فكرة إيجابية وجميلة، ومعاكسة تمامًا لفكرة الخوف.

أنا أنصحك أيضًا بالحرص على التواصل الاجتماعي والتواصل الأسري؛ فهو سيفيدك كثيرًا، ومن أفضل أنواع التفاعلات الاجتماعية الجيدة: الانضمام لحلقات تحفيظ القرآن، هذه -أختي الكريمة- فيها نوع من التعرض الإيجابي الذي يحدُّ كثيرًا من المخاوف، والوسوسة التي لديك حول الدم وخلافه أيضًا تُعالج من خلال التحقير.

طبعًا تحسُّسك للرقبة والصدر والبطن: هذا جزء من المخاوف المرضية، لكن -إن شاء الله- أنت بخير، وحاولي أن تعيشي حياة صحيّة من خلال: تجنُّب السهر، والحرص على التغذية السليمة، وفي مثل عمرك طبعًا رياضة المشي ستكون مفيدة جدًّا، تُحسِّن من الوظائف النفسية، وطبعًا بالنسبة لك أيضًا تكونُ مفيدة لمنع حدوث هشاشة العظام، والذي يكثر عند النساء في مثل سِنّك، كما أنك في حاجة لرياضة المشي لعلاج مرض السكر، وإن شاء الله تعالى الرياضة - من وجهة نظري - ستكون بالنسبة لك علاجًا ضروريًّا جدًّا، وستغنيك عن الكثير من الأدوية.

الأدوية التي ذُكرتْ لك هي أدوية جيدة، لكن أنا أرى أن أحد الأدوية المضادة للمخاوف مثل الـ (سيبرالكس) أو الـ (زولفت) ستكون أفضل، يُضاف لها جرعة صغيرة من عقار (سولبيريد).

فيما مضى أجابك الدكتور عبد العزيز أحمد عمر في يوم 2020/11/3م حول السيبرالكس، وإن لم تجني منه فائدة فيما مضى فيمكن أن تستبدليه الآن بعقار اسمه (سيرترالين) وتجارياً يُسمَّى (زولفت) أو (لوسترال).

هو دواء فعّال ومفيد جدًّا، وجرعته هي أن تبدئي بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم ترفعي الجرعة بعد ذلك إلى حبة واحدة (خمسين مليجرامًا) يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعليها مائة مليجرام - أي حبتين - يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضيها إلى حبة واحدة - أي خمسين مليجرامًا - يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه هي الجرعة الوقائية لفترة معقولة، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول هذا الدواء.

يمكن أن تدعميه أيضًا بدواء آخر يُعرف باسم (دوجماتيل/ سولبيريد) تتناوليه بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقفي عن تناوله.

هذه أدوية فاعلة وسليمة جدًّا، ومع احترامي الشديد للطبيب الذي وصف لك الأدوية؛ إلا أنه لا داعي للـ (بريستيج) والـ (ميرتازابين) وهو الـ (ميرزاجن)، هي أدوية جيدة حقيقة، لكن ربما تكون الأدوية التي وصفتها لك أكثر جودة وسلامة، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أشكرك كثيرًا على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً