الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي طريقة المحافظة على الصوت والحبال الصوتية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت في حفظ القرآن على طريقة الشناقطة، أعيد الوجه 200 مرة، و-الحمد لله- أشعر بتثبيت الحفظ، وأريد الاستمرار.

المشكلة أني أكرر الوجه 90 مرة في اليوم على الأقل، وبدأت أحس بألم في الحلق والحبال الصوتية، أريد معرفة وسيلة يستخدمها القرّاء للحفاظ على أصواتهم، وصحة حبالهم الصوتية وحناجرهم.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يجعلك من أهل القرآن الذي هم أهل الله وخاصته.

وبخصوص ما سألت عنه، فاعلم -يرعاك الله- ما يلي:
أولاً: قد اختصك الله من بين أقرانك وأنعم عليك بالإسلام، ثم اختصك من بين المسلمين وأنعم عليك بحب القرآن، ثم اختصك من المحبين وأنعم عليك بحفظه، فاحمد الله الكريم الذي أنعم عليك بهذا الفضل العظيم، فلا يخفاك -أيها المبارك- أن حفظ القرآن منجاة من النار، فقد روى أحمد في مسنده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق »، ويأتي الحافظ يوم القيامة ويصحبه القرآن مدافعاً وشافعاً، قال صلى الله عليه وسلم: « اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه »، وهو وسيلتك إلى الارتقاء بين يدي الله، كما في الحديث: « يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقَ، ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ».

ويكفي الحافظ فضلاً وغبطةً قول حبيبك -صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ »، وأنه مصاحب للسفرة الكرام البررة، ففي الحديث: « مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ».

فاشدد على ما أنت فيه من خير، فإن حفظ القرآن رفعة في الدنيا وفوز في الآخرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين »، وانقطاع صاحبه لتعلمه خير من الدنيا وما فيها، ففي الحديث: « أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل ». فاحمد الله -أخي-، واستعن به.

ثانياً: إن من أعظم المعينات على إصلاح القلب هو القرآن، تدبره وفهمه، بل التدبر هو المقصود الأعظم، قال تعالى:"أفلا يتدبرون القرآن".[النساء:82] وقال تعالى:" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب". [ص:29].

وفي صحيح مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها، ثم النساء فقرأها، ثم آل عمران فقرأها، يقرأ مسترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ. وروى أبو داود والنسائي وغيرهما عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: قمت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ. فاجمع مع القرآن الفهم والتدبر، تفز بالخيرين -يا أخي-.

ثالثاً: الأحبال الصوتية لا ينبغي عليك أن ترهقها، وذلك بما يلي:
1- كثرة القراءة لا تؤثر على الأحبال ما دمت تقرأ وتسمع نفسك فقط، وعليه فعند المراجعة استخدم القراءة الهادئة، بغرض إسماع نفسك دون غيرك.

2- لا تفاجئ الأحبال الصوتية بالقراءة المرهقة، بل تدرج معها من الأدنى إلى الأعلى.

3- لا تقرأ بصوت عال وأحبالك مشدودة أو مجروحة، بل عليك ساعتها بالقراءة البصرية، بدون سماع صوتك حتى تشفى تماماً.

4- تجنب المثلجات ما أمكن، وخاصة عند شعورك بالألم، وأكثر من المشروبات الدافئة بصفة عامة، مثل: الينسون والكركدية والزنجبيل.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يجعلك من أهل الله وخاصته، وأن يجعلك إمام صلاح وهدى للمسلمين، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً