الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي تحبني لكنها لا ترغب في إكمال الزواج، فماذا أفعل؟

السؤال

خطيبتي تحبني، وتقول إنها تحبني كثيراً، ولا تتحمل رؤيتي في أي أذى، لكنها تريد فسخ الخطوبة، وتقول إن هناك شيئاً يمنعها، حاولت معها كثيراً لكن دون جدوى، تبكي وتقول: لا أستطيع أن أتزوجك!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل مكروه، ويذهب عنك كل سوء، ونحن وإن كنا لا نملك تفسيراً دقيقاً لما يعتري خطيبتك من مشاعر تجاهك، ولكننا في الوقت نفسه ندرك تمام الإدراك -أيها الحبيب- أن اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاستعاذة به وطلب الحماية منه باستعمال الرقية الشرعية شيء نافع، بعون الله تعالى.

لذا ننصحك بأن تستعمل الرقية الشرعية أنت وخطيبتك، أي أن تنصح هذه المرأة أيضاً باستعمال الرقية الشرعية، وأن ترقي نفسها بنفسها، وأنت كذلك تفعل ذلك بنفسك، والرقية الشرعية أمرها سهل ويسير، فيها آيات وأذكار وأدعية، فيقرأ الشخص على نفسه شيئاً من القرآن، مثل سورة الفاتحة، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، والآيات التي فيها ذكر الشفاء في القرآن الكريم، مثل قوله سبحانه وتعالى في سورة يونس: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ). وقوله سبحانه وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ)، وقوله سبحانه وتعالى: ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ ۖ ).

تقرأ هذه الآيات في ماءً فيشرب منه الإنسان، ويغتسل به، أي يقرب الإناء الذي فيه الماء، ثم بعد القراءة ينفث في هذا الإناء، أي يخرج الهواء مع شيء يسير من الريق، ليكون شيء من آثار القراءة في هذا الماء، ويشرب هذا الماء، ويغتسل به، ويدعو مع هذه الآيات بشيء من الأحاديث النبوية الواردة في هذا المقام، مثل قوله صل الله عليه وسلم: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك).

هذه الرقية الشرعية -أيها الحبيب- تنفع بعون الله تعالى، سواء كان الإنسان مصاباً بشيء من المكروه أم لا، وتنفع بالتحصين وإن لم يكن أصيب بشيء، ولا بأس بالاستعانة بمن يحسن الرقية الشرعية من الأشخاص الموثوقين في ديانتهم المعروفين بصدق الكلام والتمسك بالسنة وصلاح ظاهر الأعمال، ممن يحضرون الجماعات في المساجد، ويلتزمون بآداب الإسلام وهدي الإسلام في كلامهم وأعمالهم، وهذا النوع من الناس أحوالهم لا تخفى، وليحذر من الوقوع في مصيدة الكذابين والدجالين والمشعوذين.

خير ما نوصيك به -أيها الحبيب- إصلاح الحال مع الله تعالى، فإن الشياطين تسيطر على الإنسان كلما ابتعد عن الله، فإذا ذكر الله تعالى خنست عنه الشياطين وهربت، فننصحك أنت وخطيبتك بالمحافظة على فرائض الله تعالى، وخاصة الصلاة وملازمة الأذكار خلال اليوم والليلة، كأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، وأذكار دخول الحمام والخروج منه، وأذكار ما بعد الصلوات، فذكر الله تعالى حصن حصين يتحصن به الإنسان من المكروهات.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير ويصرف عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً