الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرة في اختيار التخصص بعد أن انتقلت من تخصص لآخر!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي بخصوص التخصص الجامعي: أنا من مواليد 2003؛ مما يعني أنه من المفترض أن أكون في السنة الثانية في الجامعة، ولكن بسبب حيرتي وترددي وعدم قدرتي على اتخاذ قرار التخصص الجامعي أصبحت متأخرة عن جيلي، ولكن ليس هذا ما يشغل بالي.

ما يشغل بالي في الحقيقة أنني أود معرفة التخصص المناسب لي، فقد سجلت في الجامعة بتخصص الأحياء، وفي اليوم التالي حولت التخصص إلى نظم معلومات، وفي اليوم الثالث حولت إلى الهندسة الكهربائية، وفقاً لنصيحة أخي الأكبر، وهو مهندس حاسوب متخرج منذ 8 سنوات، استمررت في الهندسة الكهربائية، ولكن من الفصل الجامعي الأول وأنا أرسب في المواد.

مع العلم: أني كنت متفوقة جدًا في المدرسة، وتخرجت من الثانوية بمعدل 99، وقد دخلت في حالة اكتئاب إلى درجة أنني راجعت دكتورًا نفسيًا، وتناولت الأدوية لمدة 6 أشهر، والآن أنا متوقفة عن الدراسة (تأجيل فصل، وليس انسحابًا من الجامعة).

أرجو مساعدتي بمعرفة التخصص المناسب لي.

ملاحظات مهمة:
1- درست لمدة سنتين عن بعد (اونلاين ) بسبب الكورونا؛ مما يعني أنني انقطعت عن الأجواء المدرسية، وأدمنت استخدام الهاتف، بالإضافة إلى وقت الفراغ الكبير الذي لم أكن أستفيد منه.

2- تخرجت من المدرسة بتفوق، ولم أرسب قط.

3- في الفصل الجامعي الأول لم أنجح إلا بمادة واحدة (درستها في يوم الامتحان، ولم تكن مادة علمية)، وكان ذلك لعدم قدرتي على الدراسة أو التركيز، كنت أمسك الكتاب ولا تتعدى دراستي مدة 10 دقائق، ومن ثم أبكي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكرك على ثقتك بموقعنا، وعلى تواصلك معنا بهذا السؤال.

أختي الفاضلة: لا أكتمك أنِي حزنتُ أنك متوقفة عن الدراسة حاليًا بسبب الحيرة في اختيار التخصص المناسب.

يفيد أن نذكر أن ما يُناسب شخصًا -وإن كان قريبًا لك كأخيك- ليس بالضرورة أن يكون مناسبًا لك، فيجب أن تبحثي عن أين يكون شغفك ورغبتك، وماذا تريدين أن تتعمّقي في دراسته؟

يبدو من خلال سؤالك أن الاحتمال الأول الذي دخلت فيه إلى الجامعة، وهو تخصص الأحياء، يبدو هو الأقرب لطبيعتك، الأحياء لها علاقة بالإنسان، فواضح من سؤالك أنك ذكيّة -ما شاء الله-، وأعجبني أن معدّل تخرّجك الثانوي تسعة وتسعين، ما شاء الله تبارك الله.

أنا أنصحك شخصيًّا –كوني طبيبًا نفسيًا-، أنصحك جدًّا بتخصص علم النفس، علم النفس تخصص قريب من الفتيات الشابات، وهو ليس ببعيد عن تخصص الأحياء، والحاجة إليه كبيرة جدًّا جدًّا في حياتنا في العالَم العربي والإسلامي.

فأرجو أن تُحددي اختيارك، واعزمي عليه عزمًا أكيدًا، وكما يُقال:
إذا كنت ذا رأيٍ فَكُنْ ذَا عَزِيمة ... فإن فساد الرأي أن تترددا

فلا تترددي، توكّلي على الله، ولا يخطر في بالك أن تُغيّري التخصص مهما كان من أوّل صعوبة تواجهينها، فلا بد من المثابرة والتصميم حتى تُحققي ما تشائين.

أختي الفاضلة: ما حصل في الماضي قد حصل، لا بأس، اعتبريها فترة راحة، وخاصة بعد أزمة الكورونا، فنحن الآن مقبلون على عامٍ دراسيٍّ جديد، توكلي على الله، واستعيني به، ولا تعجزي، وعليك بدعاء الله عز وجل دائمًا بالتوفيق والهدى والسداد، متذكّرة قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اعملوا فكلٌ ميسّرٌ لما خُلق له)، وقوله تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.

أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والنجاح، وأن تكوني زميلة لنا مهتمّة بالصحة النفسية بشكل أو بآخر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً