الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة جارتي أصبت بوسواس من الموت، فما العلاج؟

السؤال

عمري ٢٣ سنة، وعندي حالة وسواس قهري من الموت، وزواجي بعد ٣٠ يومًا، لا أستطيع أن أعيش حياتي بشكل طبيعي.

بدأ معي الموضوع بوفاة جارتنا التي أمامنا، وبعدها جاءتني كتمة في النَفَس، وكنت أشعر أني أختنق وأموت إلى أن تعافيت قليلاً من هذا الموضوع.

حياتي أصبحت جحيمًا، ولا أستطيع النوم، كلما أنام أشعر وكأن روحي تقبض، ولا أستطيع الذهاب إلى دكتور نفسي.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، داعين الله تعالى لك بتمام الصحة والسعادة، وخاصة أنك مقبلة على عرسك خلال ثلاثين يوماً أو أقل، أرجو الله تعالى أن ييسر الأمر، ويجعله زواجاً ميموناً مكوناً لأسرة سعيدة -بإذن الله-.

أختي الفاضلة: نعم واضح أنك تعانين من وسواس قهري سواء متعلق بالموت أو غيره من الأفكار، وهذا ربما نتيجة الرهاب الذي حصل معك بعد الحوادث التي ذكرتِها في سؤالك، ولكن في نفس الوقت ذكرت عدم استطاعتك الذهاب إلى الطبيب النفسي، أختي الفاضلة، في هذه الحالة يفيدك أن تتذكري الأمور التالية:

أولاً: أن الأفكار الوسواسية هي أفكار قهرية ليست تحت سيطرتك، بل هي تأتي رغماً عنك.

ثانياً: بالرغم من أنها أفكار مزعجة إلا أن الأفكار لا تصبح سلوكاً واقعاً، أرجو أن تحرصي ألا تتحول إلى سلوك، وإنما تبقى فكرة في الذهن، فإذاً الفكرة مهما كانت مخيفة فهي لن تؤذيك، ولن تتحقق في الواقع، وأنت في هذا العمر من الشباب ثلاثة وعشرون عاماً فأنت -أكيد بإذن الله- في كامل الصحة البدنية، فلن يحصل لك شيء.

ثالثاً: عندما تأتي هذه الأفكار الوسواسية القهرية ذكري نفسك بأنها مجرد أفكار وسواسية قهرية وليست غير ذلك، وهذا يمكن أن يدخل الطمأنينة إلى قلبك.

أختي الفاضلة: ما ذكرت لك من نصائح أفادت الكثيرين من الناس، بحيث إنهم قد لا يضطرون إلى العلاج الدوائي، ولكن إن اشتدت المعاناة، وطال أمد الوسواس القهري، وبدأ يؤثر في حياتك اليومية فلا أجد حرجاً من مراجعة الطبيب النفسي إن احتجت لهذا.

أدعو الله تعالى أن يتمم لك فرحك المقبل، وأن ينزل عليكم السعادة والطمأنينة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً