الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يتحرك لا إرادياً قبل النوم، فما تشخيصكم لحالته؟!

السؤال

السلام عليكم.

ابني عمره 9 سنوات، يعاني من حالة غريبة منذ كان عمره 4 - 5 سنوات، وهذه الحالة تزداد وتنقص، حيث تأتيه أحياناً مرة في الشهر، وأحياناً مرة بعد شهور، لكن في هذا الشهر جاءته من 3-5 مرات، وهي حالة تأتيه قبل الدخول في النوم، حيث يشعر بدغدغة في المنطقة الخلفية، تجعله يتحرك لاإرادياً، خاصة في رجله، وكأنها رجفة أو رعشة، فيهتز حتى وهو نعسان جداً، وتتكرر أكثر من مرة إلى أن ينام بعدها بساعات، وهو يقاومها أحياناً، وأحياناً يبكي منها بسبب أنه نعسان، حيث يشد رجله ويده وجسده لثانية وبشكل متكرر، ليخف ما يشعر به، ويقوم ويجلس، ويترك النوم ثم يرجع إلى أن يغفو فجأة.

كان ابني في صغره يشاهد التلفاز إلى أن ينام، وحالياً يشاهد التلفاز تقريباً 4 ساعات يومياً، ويستعمل الجوال يومين في الأسبوع، وهو يخاف جداً بسبب مقاطع الرعب التي شاهدها سابقاً، وهو شخصية متوترة وقلقة من كل شيء، وعنده حركة ملازمة له وهي فرك أصابع يديه، ويخاف من أي شيء، لدرجة أنه يذهب ليلاً إلى الحمام ثم يرجع جرياً لغرفته، ويقاوم النوم منذ صغره ولو كان في أشد حالات النعاس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aswaq حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى الحفظ والعافية لهذا الابن.

يظهر أن الحركة التي تحدث له هي لاإرادية لدرجة كبيرة، مثل هذه التغيرات التي تحدث للأطفال في مثل هذا العمر، أو حتى في عمر أصغر نعيرها اهتماماً خاصاً؛ لأنه في بعض الأحيان قد تكون ناتجة من بعض الاضطراب في كهرباء الدماغ، خاصة هنالك منطقة في الدماغ تسمى بالفص الصدغي، ربما تكون هنالك زيادة في كهرباء الدماغ في هذه المنطقة، وتظهر بالفعل هذه الحالة في شكل رجفة أو هزة، أو حتى بعض التصرفات الغريبة نسبياً، التي لا تكون تحت إرادة الطفل.

لا تنزعجي لكلامي هذا أبداً، وكل المطلوب هو أن تذهبي بهذا الابن -حفظه الله- إلى طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، وسوف يفحصه -إن شاء الله تعالى-، وغالباً سوف يقوم بإجراء تخطيط للدماغ، وهذا فحص بسيط جداً، وإن تطلب الأمر أيضاً يمكن أن يطلب الطبيب صورة رنين مغناطيسي، أو مجرد صورة مقطعية للدماغ، لنتأكد تماماً من وضعه الجسدي والعضوي، هذه هي النقطة الأساسية التي أريدك أن تركزي عليها، ولا تنزعجي أبداً.

طبعاً وجود زيادة في كهرباء الدماغ له تأثيرات سلبية كثيرة على شخصية الطفل، فالطفل بالفعل قد يكون متوتراً، قد يكون قلقاً، قد يكون عجولاً، قد يكون كثير المطالب، قد يكون متقلب المزاج، هذا كله قد يحدث من هذه الحالات، فإن شاء الله تعالى من خلال فحصه فحصاً سليماً ودقيقاً يتم التشخيص الصحيح لحالته.

وإن لم تكن هناك زيادة في كهرباء الدماغ؛ ففي هذه الحالة يكون الأمر أمراً سلوكياً فقط، نحفز هذا الطفل، ونشجعه على الأفعال الإيجابية، ونقلص تماماً من سلوكه السلبي، ولا ننتقده كثيراً، ونعطيه فرصة ليلعب مع الأطفال في عمره، ونساعده على ترتيب حياته، كأن يقوم بترتيب فراشه بعد أن يستيقظ من النوم، يرتب ملابسه في الخزانة المقررة لذلك، يحضر كتب المدرسة من الليلة السابقة، ونساعده على إدارة وقته، متى يقرأ، متى يلعب، متى يتفاعل مع أقرانه؛ بهذه الكيفية نمتص تماماً السلوك السلبي لهذا الطفل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً