الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معلومات حول مرض الهوس والهستيريا والنيوروستاليا والسكيزوفرينيا والبارونيا

السؤال

ما معنى الهوس، الهستيريا، النيوروستاليا، الخلل السيكوباتي، البارانويا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الذي سألت عنه هو عدة أمراض نفسية وعقلية، وكلها معروفة لدى الأطباء النفسيين، وربما يصعب تماماً إعطاء كل المعلومات عنها؛ لأنها كثيرة جداً، وكل منها يشغل باباً في كتب الطب النفسي، وبعدها ألفت فيها كتب.

إن الهوس هو مرضٌ وجداني، أي يُصيب عاطفة الإنسان، وهو يُدرج تحت الأمراض العقلية، وفيه تضطرب الأفكار وتتطاير وتتشتت، ويكثر الكلام، وتكثر الحركة، ويفتقد الإنسان الالتزام بالضوابط الاجتماعية، وربما يقل النوم، كما أن الإنسان لا يقدر الأمور بصورة صحيحة، فربما يسرف في صرف المال، أو يتصرف تصرفاتٍ ليست سليمة، كما أنه ربما يكون شديد الاعتزاز بذاته، وربما يدعي طاقاتٍ ليست متوفرة لديه.
إذن: هو من الأمراض الشديدة، ولكن بحمد الله يمكن احتوائه وعلاجه.

أما بالنسبة للهستيريا، فهي من الأمراض النفسية العُصابية، أي ليست من الأمراض العقلية، وأول من وصفها بصورةٍ صحيحة هو الطبيب التحليلي فرويد، وأتت الكلمة هستيريا من الرحم (رحم المرأة) لأن هذه الحالة تكثر عند النساء؛ حيث فيها تكون المريضة منفعلة، وتحاول أن تكون محط الانتباه، ودائماً لا تقبل الانتقاد، وهنالك عدة أنواع من الهستيريا، منها ما يُعرف بالهستيريا التحولية، وما يُعرف بالهستيريا الانشقاقية، فعلى سبيل المثال الهستيريا التحولية يفقد المريض فيها القدرة على الكلام، أو ربما يظهر لديه شلل أو ضعف وظائفي وليس عضوياً في أحد أعضائه، ويجب أن نؤكد أن هذا لا يُعتبر ادعاءً أو تمثيلاً من المريض، إنما هو على مستوى العقل الباطني.

والهستيريا هي علة من علل الشخصية الرئيسية، وتكثر لدى البنات في سن اليفاعة والشباب، وربما تقل أو تختفي مع نضوج الشخصية.

أما بالنسبة للنيوروثينيا فهي ما يُعرف بالوهن أو الضعف العصبي، فيها يحس الإنسان بالتوتر أو القلق مع افتقاد الطاقات والعزم، وعدم المقدرة على أن يقوم بأداء المتطلبات الحياتية بالصورة المطلوبة، كما أنه يكون هنالك نوع من الشعور بالإحباط وعسر في المزاج، ويمكن أن تُعالج عن طريق الأدوية والمساندة والاستبصار وممارسة الرياضة.

أما بالنسبة للخلل السايكوباثي، أو الشخصية السايكوباثية، فهي علةٌ رئيسية من علل اضطرابات الشخصية، والشخص السايكوباثي هو الشخص المعادي للمجتمع، ودائماً هؤلاء الناس تجدهم في ساحة الجريمة، يفتقدون شفرة الفضيلة والقيم، يقومون بارتكاب أعظم الجرائم من اغتصاب وقتل وسرقات وخلافه.

الشخص السايكوباثي لا يتعلم من تجاربه حتى ولو كانت مؤلمة، أي يكرر نفس الخطأ مرةً أخرى وأخرى، لا يُراعي الضعيف ولا يُراعي القيم، وهو دائماً متمرد على نفسه ومجتمعه، هذا الشخص أيضاً لا يحس بالذنب حين يرتكب أي نوعٍ من الجريمة أو الحماقات الاجتماعية، وتوجد كميات كبيرة منهم بالسجون، وهذه تعتبر علة رئيسية.

بالنسبة للـ(السكيزوفرينيا)، هي مرض الفصام، وهو مرض عقلي رئيسي تضطرب فيه الأفكار، وربما توجد وساوس وهلاوس وأفكار اضطهادية، ويوجد أيضاً اضطراب وجداني، كما أن الأفكار تكون متفككة جداً، وربما يعتقد الإنسان معتقدات خاطئة وليست صحيحة، بالرغم من اعتقاده الجازم بأنها صحيحة.

السكيزوفرينيا تنقسم إلى عدة أنواع، فهنالك ما يُعرف بالفصام الباروني، وهنالك الفصام البسيط، وهنالك الفصام التخشبي، وهنالك الفصام التفككي، وهي عدة أنواع، وهي بصفة عامة من الأمراض العقلية الرئيسية، وفي بعض أنواعها تتفكك شخصية الإنسان ويفتقد الكثير مما يجب أن يقوم به، وهي تُعادل عند الإنسان العام ما يعرف بالجنون.

الحمد لله توجد الآن أدوية فعالة جداً لمساعدة الكثير من هؤلاء المرضى بنسبة 50-60% وتبقى الفئة الأخرى مريضة مرضاً مطبقاً وشديداً.

بالنسبة للبارونيا، يمكن أن تكون علة في الشخصية، وهي الشخصية الظنانية التي تشك ولا تحسن الظن بالآخرين، وتسيء التأويل، أو يمكن أن يصل إلى درجة الإصابة بأفكار بارونية ضلالية، أي أن يعتقد الإنسان أنه مضطهد وأنه مرصود، وأنه مراقب من قبل الآخرين، وهذا حين يكون المرض في شدته، وهنالك قسم من أقسام الفصام يعرف بالفصام الباروني.

البارونيا من الأمراض الخطيرة إذا كانت شديدة؛ حيث ربما تؤدي إلى ارتكاب بعض الجرائم؛ لأن الشخص يعتقد أنه مرصود من قبل الآخرين، ولكن من فضل الله أيضاً يسهل علاجها وتشخيصها، والعلاج مفيد جداً إذا التزم المريض بالدواء .

لمزيد من التفاصيل عن هذه الحالات يمكنك الحصول على كتاب الدكتور أحمد عكاشة، والذي يعرف باسم الطب النفسي الحديث، وهنالك أيضاً كتاب آخر أيضاً مفيد يعرف باسم الطب النفسي، للمرحوم بإذن الله الدكتور عادل صادق، وهنالك أيضاً كتاب الطب النفسي للأخ الصديق الدكتور طارق الحبيب.

وبالله التوفيق



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً