الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة قبل الزواج في أمور دينية والحل فيما إذا رفض الوالد زواج ابنه.

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد وإمام المرسلين، محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

موضوع استشارتي هو أني على علاقة مع فتاة، الهدف منها هو الزواج إن قدر الله، لم أخل بهذه الفتاة إطلاقاً، أحبها وتحبني، لم يحصل لها مني كلام غير شرعي، فعلاقتنا هي اتفاق على الزواج على سنة الله ورسوله، ذات دين وذات أصل، متدينة، وأجمل ما جلبني إليها دينها، تقوم دائماً بالاتصال بي، ولكن لطلب شريط أو قرص مضغوط له علاقة بالدين (قرآن أو محاضرات) وتسألني دائماً في أمور الدين لا غير؛ لأنها لم تتعلم بما فيه الكفاية.

إذا اتصلت بي تتصل على أساس أنها في مشكلة دينية، وتبحث عن حل لها؛ لأني أتحصل على مجموعة أشرطة وأقراص دينية وكتب سيرة، ونتبادل الكتب الدينية إذا تحصل أي واحد منا على كتاب مفيد، مع العلم أنها مجاورة لنا، أي: تسكن بجانبنا.

سؤالي هو: هل في هذه العلاقة نوع من الحرمة؟ وهل يحق لي أن أطلب من والدي الزواج منها؟ وإذا رفض على أساس عرق، أو لا يفضلها، ما العمل؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك (من التائبين)، وأن يثبتك على الحق، وكم يسعدنا دائماً أن نتلقى رسالتك مع ترحيبنا الشديد في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية.

ولدي العزيز محمد! أما عن سؤالك عن حكم العلاقة التي بينك وبين هذه الأخت، فأقول: مادامت العلاقة لم تتعدَّ هذا الحدِّ، ولم يحدث بينكما كلام غير ما ذكرت، ولم تختل بها، فأرى أن الذي بينكما ليس فيه شيء، بشرط أن يظل فعلاً عند هذا الحدِّ من التعامل والكلام.

أما عن حقك في الطلب من والدك الزواج منها: فهذا أيضاً من حقك الشرعي ما دامت هذه الفتاة بهذه الصفات، فأرى أنها فرصة لا تضيعها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) والأخت حسبما فهمتُ من كلامك على مستوى عالٍ من التدين والصلاح، فلا تفرط فيها، واعرض الأمر على والدك، وتوكل على الله ولا تضيعها من يدك؛ لأن مثلها قليل في هذا الزمان.

أما رفض والدك: فأرى أن تناقشه بأدب وتواضع وعقلانية ومنطق، وأن تستعين عليه بالصلاة والدعاء، والإلحاح على الله أن يشرح صدره لزواجك منها.

اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء، فعليكم عباد الله بالدعاء) فعليك بالدعاء والإلحاح على الله، ومن الأفضل أيضاً أن تستعين بعد الله ببعض معارف والدك أو أقاربك من الصالحين؛ لمساعدتك في إقناع والدك إن احتاج الأمر إلى هذا، وأنا أبشرك إن شاء الله بأنها ستكون من نصيبك إن أخذت بالأسباب وأكثرت من الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر مجرب وكثير.

نحن هنا في الشبكة ندعو الله لك أن يوفقك إلى كل خير، وأن يزوجك بها، إنه جوادٌ كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً