الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رجفة أصابع القدم مع الشعور بالألم فما علاقة ذلك بالقلق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الأخوة الأفاضل في الشبكة الإسلامية تمنياتي لكم بدوام التوفيق، وجزاكم الله خيراً على جهدكم الواضح، وسدد خطاكم.

أود أن أعرض مشكلتي على د/ محمد عبد العليم، آملة أن يوافني بسرعة الرد.

بدايةً كانت المشكلة في بعض الآلام والخدار في الجانب الأيمن من الجسم، وذلك في عام 98 تقريباً، ثم تطور الأمر إلى حدوث رجفة في أصابع قدمي اليمنى مع آلام في نفس الجانب.

راجعت دكتوراً للأعصاب ودكتوراً للعظام ودكتوراً للعلاج الطبيعي، عملت كافة الفحوصات الضرورية من تحاليل للدم وتخطيط للأعصاب، وأشعة مغناطيسية، وكل تلك الفحوصات سليمة ـ والحمد لله ـ ولم يعرف أحد منهم تشخيص حالتي.

في عام 2002 تقريباً، ولمدة ثلاث سنوات، توقفت الرجفة التي في أصابع قدمي، مع بقاء الآلام والخدار التي تقل حدتها وتشتد بعد تلك الفترة، رجعت الرجفة بقوة مقارنة بالسابق، إلا أنها تتوقف أثناء النوم، والآلام أصبحت مستمرة.

أصبحت لا أستطيع تحمل أي صوت أو إزعاج، وبدأت أعاني من القولون العصبي، كما أصبحت أعاني من توتر داخل جسمي، لا أعرف سببه، ولا أعرف كيف أشرحه.

شاء الله أن التقي بأحد الأطباء، وشرحت له وضعي، فوصف لي عقار تربتزول، 25 ملغ، حبة واحدةليلاً لمدة شهر، ثم أبدأ التوقف عنه بالتدريج، بحيث يكون حبة كل يومين لمدة أسبوعين، ثم حبة كل ثلاث أيام لمدة أسبوعين.

تناولت الحبةليلاً واستيقظت في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن ـ سبحان الله ـ اختفت كل الأعراض السابقة تماماً، وفرحت بذلك كثيراً، وشعرت بالراحة التي لم أنعم بها منذ سنوات، وفرحت أمي لي، وبعد أسبوع راجعت الدكتور ولاحظ الفرق الكبير بتغير حالتي للأحسن، حيث شرح لي طريقة التدرج في ترك الدواء، إلا أنه في الأسبوع الثالث من تناول الدواء رجعت بعض الأعراض ( الخدار والتوتر الداخلي وآلام القولون وبعض الانزعاج ) ولكن بشكل أخف كثيراً عن السابق، إلا أن الرجفة اختفت تماماً.

وسؤالي هو: هل المدة التي ذكرها لي الدكتور كافية لشفائي نهائياً من الأعراض التي عانيت منها؟

أود أن أذكر بعض الأمور التي قد تساعد في فهم وضعي:

أنا إنسانة حساسة جداً وخجولة، على الرغم من الاستقرار الأسري الذي أعيش به، وتمييز والديّ لي، كذلك في مجال عملي أحظى باحترام زميلاتي لي وحبهن لي، وكل من يعرفني يراني سابقة لعمري بتفكيري وتصرفاتي الرزينة، إلا أنني أتأثر بسهولة من أي كلمة تقال لي، حتى وإن كانت دون قصد، وذلك خارج عن إرادتي، وأكتم هذا التأثر بداخلي ولا أخبر به أحد، حتى أقرب الناس لي، وهي أمي.

أنا البنت الكبرى في أسرتي، وأمي هي صديقتي الوحيدة.

طبعاً لا يوجد إنسان يعيش دون مشاكل، لكن المشكلات التي مررت بها في حياتي دائماً تكون وقتيه وتنتهي على خير ـ ولله الحمد ـ لذلك دائماً أشعر أن الله يحبني وخاصة بعد أن وفقني الله وذهبت للحج العام الماضي برفقة والديّ، وكنت خلال فترة الحج لا أشعر بأي أعراض.

فما رأيك يا دكتور وبماذا تنصحني؟

أعتذر عن الإطالة، وأرجوا أن أكون وفقت في عرضي للمشكلة، ولكم مني كل التقدير والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ M حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على رسالتك، والحمد لله الذي جعلك ملتزمة بدينك وأنعم عليك بنعمة الحج وكذلك إرضاء الوالدين، والحمد لله أنت موفقة في كثير من أمور حياتك.

أيتها الفاضلة: أود أن أؤكده لك أن الحالة التي أصابتك وهي الألم والرجفة في أصابع القدم ثم اختفت، هي تمثل الجزء الجسدي في القلق النفسي، وقد اتضح جلياً أن لديك أيضاً التوابع النفسية للقلق، ومنها عدم تحملك للأصوات المزعجة، وكذلك الشعور بالتوتر الداخلي، وهنالك عرَض جسدي آخر وهو القولون العصبي.

حالتك حالة بسيطة جدّاً، وهي حقيقة نوع من القلق النفسي البسيط، ربما يكون مصحوباً بشيء من عسر المزاج، أنت الحمد لله لك إيجابيات عظيمة في حياتك وهذا هو مرتكز العلاج الأول، هذا الاستقرار العظيم في جانب الشخصية والأسرة والعمل والدين هو الذي نصبوا إليه دائماً، وهو إن شاء الله يكون عماداً لصحتك النفسية.

الجانب الآخر في العلاج وهو العلاج الدوائي: أنت الحمد لله استجبت لجرعة صغيرة جدّاً من التربتزول، والتربتزول من الأدوية القديمة ولكنه دواء جيد وفعال، 25 مليجرام شيء بسيط جدّاً، لديَّ مرضى يتناولون الآن 200 و250 مليجرام وهم سعداء جدّاً بذلك.

أرى لا مانع أبداً من أن تتناولي هذا الدواء، ولكن المدة يجب أن تكون أطول؛ لأن الركائز الكيميائية القوية لا تنمو ولا ترتكز ولا تكون ثابتة إلا إذا أخذ الإنسان الدواء لفترة، وكثير من الناس يقعون في الخطأ باستعجال إيقاف الدواء، أرجو أن تستمري في التربتزول نفسه لجرعة ليلاً لمدة ستة أشهر، وقد تستغربي وتقولي: أعطاني الدكتور محمد وصفة لفترة طويلة .. لا .. نحن نؤمن تماماً بأن هذا هو المنهج العلمي الصحيح والذي يمنع الانتكاسات.. بعد انقضاء الستة أشهر خفضي التربتزول إلى 10 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم 10 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عنه.

هذا هو الذي أراه وهذا هو الأفضل بالنسبة لحالتك، لا أريد أن أدخلك في أدوية أخرى فأنت الحمد لله قد استفدت من دواء بسيط وقديم ومعروف بالنسبة لنا وهو سليم جدّاً.

وأرجو أن تستبشري -أيتها الأخت الفاضلة- أن حالتك في مجملها بسيطة كما ذكرت، فهي مجرد قلق بسيط مصحوب بعسر في المزاج، ومرد ذلك أن شخصيتك حساسة.

أرجو أيضاً أن تتجنبي الكتمان قدر المستطاع، حاولي أن تلجئي إلى التفريغ النفسي، عبري عمَّا بداخلك، والحمد لله أنت لديك أم وصديقة في نفس الوقت، ولا مانع أيضاً من أن توسعي من اتصالاتك بالأخوات الصالحات؛ لأن الإنسان يحتاج لهذه الرفقة الاجتماعية فهي مدعمة للصحة النفسية، ولا مانع أبداً من أن تمارسي أي نوع من الرياضة في داخل المنزل، فهذا إن شاء الله أيضاً يؤدي إلى احتراق هذه الطاقات القلقية وطاقات التوتر الداخلي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا زائره

    الله يرضى عليك اخي الكريم ويطمن قلبك
    شفاك الله اختي الحبيبه واسعدك في الدنيا والاخره

  • الأردن حياه يوسف العمايره

    انا اعاني من خدر في قدمي ورجفه و

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً