الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وطريقة تناوله

السؤال

أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية بأعراض ذهانية منذ ثلاث سنوات، وقد غير لي الأطباء العلاج عدة مرات، ولكن في كل مرة كنت أعاني من نوبة كبيرة وأدخل المستشفى، فقد دخلت المستشفى 3 مرات منذ ثلاث سنوات، وأخيراً في شهر يونيو 2006 قمت بأخذ الأدوية الآتية:
صباحا:
2 قرص Prianil
1 قرص Lamictal 50 mg
1 قرص Aripiprex 30 mg
1 قرص Fish oil 1200 mg
مساءً:
2 قرص Prianil
1 قرص Lamictal 50 mg
1 قرص Multivitamin/multimineral dietary supplement
وتحسنت حالتي بهذه الأدوية ولم تعد تراودني الأفكار التي كانت تراودني من قبل، وحتى أعراض الهلاوس والأوهام.

بعد ظهور نتيجته ونجاحه ـ والحمد لله ـ حدث لي شرود ذهني، وكثرة في التفكير وأفكار وهمية وبعض الهلاوس.

لذا، تغيرت الجرعة كالآتي:
خفضت جرعة الـ Prianil إلى قرص واحد صباحاً بدلا من اثنين، وزودت ال Aripiprex إلى قرص ونصف.

هل هذا العلاج صحيح؟ لأنه بالرغم من ذلك ما تزال تراودني الأفكار.

أرجو إفادتي إن كان هذا هو العلاج المناسب؟ وإن لم يكن أرجو إخباري عن العلاج اللازم لحالتي، ومدة أخذه، وكيفية زيادته وتقليله؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من أهم وسائل علاج اضطراب الوجدان ثنائي القطبية، هو الالتزام المطلق بتناول الأدوية في وقتها؛ حيث أن هذا المرض يتميز بحدوث نوبات من وقت لآخر إذا أهمل الإنسان أو توقف عن علاجه، ولذا فنصيحتي الأكيدة لك هي الالتزام المطلق باتباع إرشادات الأطباء فيما يخص الالتزام بالعلاج.

هنالك الكثير من الأدوية التي تعتبر فعّالة ومتميزة جدّاً بالنسبة لعلاج اضطراب الهوس الوجداني ثنائي القطبية، والأدوية التي وصفها لك الأطباء هي من أفضل الأدوية التي توصف في هذا السياق، والدواء المهم جدّاً بالنسبة لك هو البراينيل، والدواء الثاني ليمكتال، والدواء الثالث وهو إري ببري إكس، أما الأدوية الأخرى وهي كبسولات زيت السمك والفيتامينات، فليست بالأهمية الشديدة في حالتك.

أنا أعتقد أن الذي حدث لك بعد التحسن الشديد من شرود في الذهن وكثرة في التفكير، هي دليل على أنك -الحمد لله- أصبحت في حالة صحية جيدة؛ لأن الكثير من الأفكار الخامدة أو التي كانت في حالة خمول وجمود، تظهر على السطح بعد أن يستعيد الإنسان البصيرة الكاملة، وهذا هو الذي حدث لك -في نظري-، فأرجو ألا تنزعج لذلك.

أنت قلت أنك قد زدت جرعة (الإيري ببري إكس) إلى حبة ونصف، فإذا كنت تقصد أنك قد رفعت الجرعة إلى 45 مليجرام في اليوم، فهذه –بصراحة- تعتبر جرعة كبيرة ولا ننصح بها، حيث أن الجرعة القصوى هي 30 مليجرام، وعليه أرجو أن تراجع هذه النقطة مرة أخرى.

بالنسبة للأفكار التي تراودك، أرجو أن تحاول أن تطرد هذه الأفكار، وعليك أيضاً أن تؤمن بسخفها وعدم جديتها، فهذا إن شاء الله نوع من العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد كثيراً في مثل هذه الحالات.

أنا لا أريد أن أستعجل وأصف لك أدوية بديلة، خاصة وأنك قد تناولت عدة أدوية وقد دخلت المستشفى، وأنا على ثقة كاملة بأن الإخوة الأطباء المشرفين على علاجك هم على دراية تامة بهذه الأدوية، ولكن توجد مصنفات دوائية أخرى مثل العقار الذي يعرف باسم دباكين كرونو؛ هو أيضاً من الأدوية الجيدة والمفيدة، ويمكن أن يكون بديلاً لللميكتال والبراينيل، ولكنه ليس بديلاً للإيري ببري إكس، ولكن أتمنى ألا تقدم على خطوة التغيير.

أرجو أن تلتزم بالجرعة التي وصفها لك الطبيب وتحاول بقدر المستطاع أن تتجاهل هذه الأفكار، وإن شاء الله سوف تجد أنك في صحة نفسية جيدة، وعليك أيضاً أن تركز على دراستك، وأن تشغل نفسك وتؤهلها بصورة أفضل، وذلك بالتواصل الاجتماعي وممارسة الرياضة، هذه إن شاء الله كلها مكملات للعلاج الدوائي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً