الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الثعلبة البقعية في الرأس والصدر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


اسمحو لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل القائمين على هذا الموقع لهذا الجهد المبارك، وأسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين ويجعله في ميزان حسنات الجميع.

سؤالي كالتالي:
أنا شاب عمري 31 عاماً، منذ عام تقريباً كنت أشعر بتساقط شعر الرأس حتى خف في مقدمة الرأس، وكان ذلك في رأيي بسبب القشرة التي كنت أشتكي منها، فكنت أحاول إزالتها ولكنني فوجئت الآن عندما وجدت شعر الصدر والبطن أيضاً يتساقط، فهل هذا شيء طبيعي أم أن له سبباً؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوصف المذكور يتماشى مع الثعلبة التي اسمها العلمي هو (الحاصة البقعية) وهي من أمراض الشعر المناعية، وهي مرض غير معدٍ.

في الثعلبة يكون الجلد المصاب أجرد تماماً وأملس ومحدداً، وغالباً ما يكون هناك تاريخ ابتداء ثم تطور نابذ، أي تنتشر إلى المواضع المحيطة بالتدريج ولا يغطيها قشور ولا وسوف، ولكن إن وجد قشرة كما تقول فقد تكون متواقتة، أي اجتمع سببان بوقت واحد، ولا يتغير لونها إلا إذا تهيجت بسبب التداخلات الخارجية، وأغلب المواضع إصابة هي الفروة (جلد الرأس) وقد تصيب أي بقعة مشعرة حتى الأجفان والأهداب، وقد تكون معممة لكامل الرأس أو كامل الجسم.

أسبابها إما مناعية (إن ترافقت مع أمراض مناعية كالسكري والدرق) أو وراثية (إن ترافقت بمرض المنغولية) أو تحسسية (إن ترافقت مع الأكزيما البنيوية) ومن الأشياء التي تضعف المناعة والمتهمة في إثارة الثعلبة الإنتانات (مثل البؤر الصديدية أو الإنتانية الخفية أو الظاهرة) أو نخرة سنية غير معالجة، أو القلق الشديد، أو الحالة النفسية غير المستقرة، أي يفضل فحص الأسنان واللوزتين والجيوب وعلاج ما يحتاج علاجه، ثم فحص العيون لأسواء الانكسار كاحتياج المريض لنظارة وعدم استعماله لها وهكذا، وقد تعود الثعلبة بعد التحسن بعودة الأسباب.

علاجها: بتحسن مناعة المريض العامة.

- هناك ما يسمى المبيغات الموضعية (أي مهيجات الجلد لإحداث توسع وعائي واحمرار) وهي تفيد في إحداث التهاب يؤدي إلى العودة إلى نمو الشعر في أغلب الحالات.

- المراهم الكورتيزونية الموضعية، ويجب ضبط قوة الكورتيزون ومدة العلاج لتجنب الآثار الجانبية، تحت إشراف طبي.

- الحقن الكورتيزوني الموضعي المدد 1 إلى 7 من التريامسينولون ويحتاج إلى حذر شديد على الفروة، وتحت إشراف طبي.

- العلاج الضوئي الكيميائي الموضعي وهو أقل فائدة من الجهازي ( أي حبوب ثم التعرض للأشعة فوق البنفسجية) ويحتاج على الأقل 60 جلسة بمعدل 3 جلسات أسبوعياً ليبدأ التحسن، وتحت إشراف طبي.

- في الحالات المنتشرة أو المعندة قد تعطى الكورتيزونات عن طريق الفم، ولكن ضمن شروط إعطائها من مراقبة ضغط الدم وسكر الدم وتعويض الشوارد وغيره، وتحت إشراف طبي.

وأخيراً: فمعدلات أو مغيرات المناعة مثل مستحضر سايكلوسبورين إي مع مراقبة تصفية الكرياتينين بمعدل كل أسبوعين مرة، وتحت إشراف طبي.

العلاج الأنسب هو العلاج الذي يقدر لكل حالة بحالها، فالمتوضعة الجديدة غير المعممة الكبيرة، والذكر غير الأنثى، والصغير غير الكبير، وغيره الكثير.

وننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة وتأكيد التشخيص سريريا، كما ننصح بأنه يجب استعمال أي من الأدوية المذكورة أعلاه تحت إشراف طبي، وعدم الاجتهاد في غير الاختصاص، فأغلب ما ذكرناه يحتاج المساعدة من الطبيب المختص، ونذكر بأن الثعلبة مرض ذو مسيرة طويلة ويحتاج صبرا من المريض والطبيب المعالج على حد سواء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً