الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلافات بين الزوجين وكيفية منع تأثيرها على استقرارهما

السؤال

أنا متزوجة من سنة ونصف، وأعاني من مشاكل منذ بداية الزواج حتى الآن، زوجي يحبني لكن الآن لا أحس بذلك معه، لقد تشاجرنا كثيراً، وهو يعتقد أننا مختلفان في الأراء كلها، وأحبه جداً وأريد إرضاءه ولكن هو لا يصبر علي.

وأحس أنه لا يريد أن يعيش معي، علماً أننا لم ننجب حتى الآن،، ودائماً غير سعيد لأنه مقتنع أني لن أتغير لأكون على هواه، ويحب أن يتبع أسلوب الصمت معي، وأيضاً لا يحب أي شيء أفعله وأقوله، حتى عندما أبكي لا يحب هذا، ولا يعيرني اهتماماً.

أريد حلاً لهذا علماً أني أحبه وأريد أن لا يهدم بيتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يصلح لكم الأحوال وأن يبارك لكم في الأعمال.

فأرجو أن تقطعي صمته بالابتسامة الحلوة والكلمة اللطيفة، والتمسي رضاه وكوني على هواه، فإن هذا شأن المرأة العاقلة فكوني له أمةً يكن لك عبداً، وكوني له أرضاً يكن لك سماءً، واحفظي عينه وسمعه وأنفه فلا يطلعن منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب الريح.

وقد أسعدتني رغبتك في الاستمرار وحرصك على إرضاء زوجك، وهذا مؤشر إيجابي وعنصر أساسي في مشروع السعادة الزوجية.

ولا يخفى عليكم أنكم لا زلتم في بداية الطريق وهذه الفترة هي أصعب الفترات لأنه يحصل فيها التجاذب، ويحاول كل طرف أن يبرمج الآخر وفق هواه ولا يكون الفلاح إلا بتقديم بعض التنازلات ليكون اللقاء في منتصف الطريق ثم تمضي سفينة الحياة برعاية رب الأرض والسماء، فتذكري أن هذا الرجل اختارك من بين النساء، وأنت أيضاً وجدت في نفسك ميلاً إليه ومودة فلا تستجيبي للوساوس وتظني أنه لا يحبك.

ولكني أنصحك بالبحث عن أسباب نفوره وتغيره، ونتمنى أن لا تفرحي إذا كان حزيناً، واحرصي على تقدير أهله، وخاصةً أمه، ولا تقتربي منه جداً فيمل منك، ولا تبتعدي عنه فيجفاك، واعلمي أنه يجدد مشاعره بالخروج فشجعيه على حضور الجمع والجماعات، وقد يجدد مشاعره بدخوله للكهف وإيثاره للصمت فاحرصي عند ذلك أن تعدي له كوباً من مشروب يحبه، ولا تكثري عليه اللوم والعتاب، واحرصي على جمالك ودلالك، ولا تكلفيه فوق طاقته، واعلمي أنه يعبر عن حبه بإنتاجه وبما يحمله لك، وإن كنا نتمنى أن يعبر الأزواج عن مشاعرهم فلا فائدة في حب مكتوم.

ولا شك أن للمشاكل الزوجية فوائد إذا أحسنا التعامل معها وحصرناها في إطارها الزماني والمكاني، واخترنا الأوقات المناسبة لحلها، فبالمشاكل يتعرف كل طرف على ما يضايق الشريك ليتفاداه ويتعرف على ما يسعده ليأنس به.

واعلمي أن الرجل لا يحب المرأة المنانة والحنانة والخراجة الولاجة، ولا يحب من تكثر الكلام، وأرجو أن يشعر أنه الرقم المهم في حياتك، وابتعدي عن مقارنته بغيره، واحرصي على الثناء على نجاحاته والابتهاج لإنجازاته، واتركي العناد وغيري ما لا غبة له فيه، وعمروا بيتكم بالذكر والطاعات، فإن البيوت تصلح بذلك ويخرج الشيطان، قال تعالى: (( وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ))[الأنبياء:90].

وابتعدوا عن المعاصي فإن لها شؤماً، والإنسان يرى أثر معصيته لله في زوجه ودابته وبيته، وأكثري من الدعاء واصبري على الجفاء، وسوف يتغير الحال بحول رب الأرض والسماء، ولا داعي للانزعاج فإن الحياة الزوجية لا تخلو من أزمات ولكننا نتمنى أن تحسنوا التعامل مع المشاكل وأن يقدر كل منكما نفسية الآخر.

ونسأل الله لكما التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً