الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأم المسنة التي تتدخل في كل شؤون ابنتها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتوجه إليكم بسؤالي هذا لأنني جد حائرة في التعامل مع بناتي وأمي، لأنني مطلقة وعندي مسؤولية كبيرة خارج البيت وداخله مما يسبب لي التعب والإرهاق الجسدي والنفسي.

علماً أن والدتي مسنة تعيش معي وذات مزاج حاد، فهي تراقبني ولا تترك لي الحرية في التصرف في حياتي، رغم أنها تعرف أنني جديرة بالثقة الكاملة وأخاف رب العالمين، امرأة متحجبة والحمد لله، وهذا التدخل في كل صغيرة وكبيرة يزعجني، ولا أريد أن أغضبها رغم أنها سريعة الغضب، وعندما تغضب لا تتكلم معي ومع من يغضبها.

فأرجوكم ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟

ولكم جزيل الشكر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فأرجو أن تلتمسي لوالدتك الكبيرة العذر، وتذكري أنك مأجورة على صبرك عليها، ونتمنى أن تقدري سنها وأن تزيدي برها، وقد أسعدني حرصك على تفادي ما يجلب غضبها، وليتك علمت حقيقة أمرها فإن ما تفعله دليل على شدة الشفقة عليك، فأنت عندها لا تزالين صغيرة، وهذه المشاعر موجودة عند كثير من كبار السن، ولا يعني ذلك أنها لا تثق بك أو تسيء الظن بك، ولكنها شفقة زائدة وحرص زاد عن حده، كما أن مشاكلها مع البنات ما هو إلا صراع بين القديم والجديد.

ومن هنا فنحن ننصحك بالصبر على الوالدة والتعامل معها بهدوء مع فهم صحيح لتصرفاتها ودافعها، وتذكري أنها باب إلى الجنة، فاجتهدي في إرضائها وتجنبي كل ما يثير غضبها، واحمدي الله الذي مكنك من خدمتها، واعلمي أن الإنسان في كبره يكون قليل الاحتمال.

كما أرجو أن تشجعي بناتك على برها والصبر عليها ومعرفة منزلتها، فإن ذلك تدريب لهن على برك مستقبلاً فإن الجزاء من جنس العمل.

وفي الختام نوصيك بتقوى الله وبالصبر على الوالدة والإحسان إليها، وعمري بيتك بالذكر والقرآن وقلبك بالإيمان، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً