الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأتأة وقضم الأظافر عند الطفل

السؤال

السلام عليكم.

المشكلة التي أعاني منها تتعلق بابني الأكبر، والذي يبلغ من العمر 4 سنوات وشهرين، ولديه أخت واحدة عمرها سنة وسبعة أشهر.

طفلي (عبد العزيز) يعاني من التأتأة والتي ظهرت لديه منذ ولادة أخته، حيث لاحظت أنها تخف أحياناً وتزداد حدتها أحياناً أخرى، بالرغم من أنني ووالده لا نفضل أخته عليه أو نظهر أي فرق بالتعامل بينهما!

ابني (عبد العزيز) طفل حساس جداً وذكي ونبيه، ولكنه بالرغم من ذلك يعاني كثيراً من الغيرة الزائدة، سواء من أخته أو حتى من الأطفال الآخرين!

وأيضاً لديه خوف شديد من أن يفقدني، أو أنني سوف أذهب وأتركه، بالرغم من أنني لم أهدده يوماً بأنني سوف أتركه! كما أنه يرفض أن يفارقني في الأماكن العامة، أو حتى ليلعب مع الأطفال الآخرين في بيت إحدى زميلاتي، ولم أسجله في روضة لهذا السبب؛ فلقد جربته في أحد الأندية الصيفية فرفض أن يجلس فيها أو حتى أن يجربها.

كما أنه لديه عادة قضم الأظافر، وكثرة مشاهدة التلفاز (قناة المجد للأطفال)، فهو بمجرد أن يستيقظ من النوم يطلب مني أن أشغلها له، وبالرغم من ثقتي بالقناة وبأنها لن تعرض أي شيء يخل بالعقيدة أو الأخلاق، إلا أنني لا أريد منه أن يدمن مشاهدة التلفاز!

باختصار، أريد أن أسأل كيف أتعامل مع طفلي؟
1) كيف أساعده ليتخلص من التأتأة؟
2) كيف أخفف من غيرته؟
3) كيف أفهمه أنني لم ولن أتركه أبداً؟
4) كيف أخفف من تعلقه الشديد بي؟
5) كيف أساعده ليتخلص من قضم أظافره؟
6) كيف أمنعه من إدمان مشاهدة التلفاز؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالطبع، فالتأتأة وقضم الأظافر تعد من العصابيات التي قد تحدث في مرحلة الطفولة، وهي تختفي تلقائياً في كثير من الأطفال.

هذا الابن لا شك أنه قد شعر بالخوف من الفراق؛ لأنه ربما يكون قد تعود على منهج معين في التربية في السنوات الأولى وهي الالتصاق الشديد بك، وهذا أمر طبيعي لا نلومك عليه أبداً؛ لأنه قد يحدث في كل بيت، وربما يكون بصورة شعورية أو لا شعورية.

الذي أود أن أكده بالنسبة هي بالطبع أكثر عند الأولاد من البنات، أرجو ألا يكون ذلك مزعجاً بالنسبة لك، كما أنها ربما تجري في بعض الأسر، ولكن في كثير من الأسر لا نجد لها أي تاريخ مرضي في هذه الأسرة.

أرى أن طفلك محتاج لأن يلعب ويلتقي ويتفاعل ويختلط بالأطفال الآخرين، هذه هي وسيلة العلاج الناجعة، بالرغم من أنك قد قلت حاولت ذلك أن تدخليه الروضة ولكن ذلك فشل، أبدا.. لتتم محاولات أخرى، اذهبي به إلى الروضة وتركيه هناك، ودعيه يصرخ ويحتج، هذا يحدث مرة أو مرتين أو ثلاثة، بعدها سوف يتكيف الطفل مع محيطه.

هذا سوف يعالجه من ناحية القلق والتوتر والتأتأة، كما أنه سوف يخفف من غيرته، وبالطبع سوف يفهم أنه يمكن أن يعيش بعيداً عنك، ثم بعد ذلك إن شاء الله يأتي ويلتقي بك، وهذه هي الإجابة على استفسارك الثالث والرابع.

بالنسبة لقضم الأظافر، أعتقد أن هذا سوف يختفي أيضاً بالاختلاط ببقية الأطفال، ولكن هنالك طريقة ألا نلفت انتباه الطفل لأنه أنه يقوم بهذا القضم للأظافر، فقط حين يبدأ في قضم أظافره اسأليه - على سبيل المثال - أن يأتي لك بشيء يضطر فيه أن يستعمل يديه، فهذا سوف يجعله تلقائياً يتوقف عن قضم الأظافر، إذن نشد انتباهه إلى فعل أو عمل أو نشاط آخر لما يقوم به.

وهنالك أيضاً بالتأكيد التحفيز له والتشجيع، وهذا سوف يقلل إن شاء الله من هذه العادة.

أما بالنسبة للتلفاز فيجب أن تحددي له وقتا، وتقومي أيضاً بوضعه في غرفة منفصلة لبعض الوقت، ويجب أن يعلم ذلك أنه إذا استمر في الجلوس أمام التلفزيون لفترة طويلة سوف يوضع في الغرفة لوحده، ويجب أن تنفذي ذلك وهذه طريقة فعالة.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً