الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو التشخيص الطبي لإسهال المولود، وفتقه السري، وبرودة قدميه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيراً على ماتقدمونه من جهود ووفقكم الله للمزيد. واستشارتي هي كالآتي:

ابن أخي عمره الآن أربعة أشهر ووزنه (6ك) وتاريخه المرضي حتى الآن كالآتي:
كان يعاني من إسهال وانتفاخ استمر معه منذ الولادة وحتى شهرين، ووصف له الطبيب أنواعاً من أدوية الإسهال لكن دون تأثير لها يذكر، فلما راجعنا طبيب الأطفال قال بأن هذا الأمر يعتبر عادياً مع حديثي الولادة؛ لأن الجهاز الهضمي لديهم يكون غير متأقلم بشكل كامل على الهضم السليم بعد.

أيضاً عانى خلال شهره الأول من ظهور فتق سُري، وظلت إفرازات صفراء أو خضراء وأحياناً مدممة تأتي من منطقة السرة، فأوصى الطبيب باستخدام مطهرات في منطقة السرة ما بين السبرتو الأبيض إلى مرهم، وكانت الإفرازات لم تنته إلى أن وصف له (سبراي) على السرة إلى أن توقفت هذه الإفرازات حالياً.

بعدها مباشرة عانى من كحة وتضيق في صدره، فكشف عليه الطبيب وقال بأنه مصاب بحساسية في صدره، وأعطاه دواء ضد الحساسية، ومضاداً حيوياً، ولكن الحالة لم تتحسن، فوصف له ست حقن مضاد حيوي ثم ست حقن أخرى.

أخيراً: أصيب ببقع حمراء في جلد رقبته وبطنه وظهره، وبقع بيضاء على لسانه، فوصفت له طبيبة الجلدية مراهم، وقالت: إن سبب هذا هو فطر ظهر كنتيجة لأخذه الكثير من المضادات الحيوية، وهذا هو تاريخه المرضي حتى الآن.

أما ما أود الآن الاستفسار عنه هو أني قد لا حظت على امتداد ما يزيد عن شهرين أن قدميه طول الوقت باردتان بشكل ملحوظ، مع أننا في شهر أغسطس والجو حار، فلما سألت والدته عن هذا قالت: نعم أنا أيضاً ملاحظة لهذا، منذ فترة قدماه باردتان دائماً إلا أحياناً أثناء النوم تكونان دافئتين قليلاً، وعندما يستيقظ تبردان مجدداً، كما أنه ليس لديه شهية كافية للرضاع، فهو يفضل شرب الماء عن اللبن، ولما سألت الطبيب عن السبب وراء هذه البروده أجابها بأن هذا اعتيادي مع الأطفال في مثل هذا العمر.

فما رأيكم بهذا الأمر: هل هذه البرودة الواضحة المستمرة للقدمين ونحن في هذا الطقس الحار عادية للأطفال، أم أن لها سبباً ما؟ وإن كان فما هو؟ وهل هناك وصية منكم بإجراء تحاليل أوفحوصات معينة من أجل الاطمئنان عليه؟

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي البداية أود أن أعلق على بعض ما ذكرت من تفاصيل تتعلق بالتاريخ المرضي لابن أخيك.

أولاً: الإسهال والانتفاخ في الشهور الأولى من العمر: في الواقع تخطىء الكثير من الأمهات في اعتبار أن كثرة عدد مرات التبرز يعتبر إسهالاً، وفي الحقيقة يوجد بعض الأطفال يتبرزون حوالي خمس إلى سبع مرات يومياً، ترتبط عملية التبرز بالرضاعة، وهذا شيء طبيعي لا يستلزم أي علاج، ويجب علينا طمأنة الأم طالما أن لون البراز أصفر ذهبي وليس سائلاً تماماً، أما بخصوص الانتفاخ فهو شيء شائع للغاية في أول ثلاثة شهور من العمر.

ثانياً: الفتق السري وهو شيء شائع أيضاً في حديثي الولادة، وغالب الأحيان يختفي ببلوغ الطفل عامه الثاني، ما عدا بعض الحالات القليلة التي تستلزم فيما بعد جراحة بسيطة.

أما بخصوص العناية بسرة المولود؛ فمهم جداً أن ننظف الحبل السري بالكحول الأبيض مرات عديدة يومياً، ومشكلة الأمهات أو من يعتني بالطفل في هذه الفترة أنه يخشى لمس السرة ويخاف أن يؤلم الطفل، وما يجب فعله هو المسح الجيد للسرة ولكل الثنيات الجلدية حولها، وذلك حتى سقوطها لتجنب تكوين أنسجة هشة تنزف وتجنب حدوث التهابات وعدوى.

ثالثاً: أعتقد أن تضيق الصدر الذي عانى منه ابن أختك كان لا يستلزم استخدام المضادات الحيوية، وهنا نأتي إلى نقطة خطيرة، وهي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية دون داعٍ، بالطبع لا أستطيع أن أجزم، فأنا لم أفحصه، ولكن هذا ما جرت عليه العادة، وهو كتابة الكثير من المضادات الحيوية دون داع.

أخيراً: سؤالك بخصوص برودة قدمي الطفل، فإذا كانت البرودة فقط دون تغير في لون الجلد إلى الزرقة؛ فهي شيء لا يمثل مشكلة، أما إذا صاحب البرودة في الأطراف تغير لون الجلد إلى الأزرق ثم بعد ذلك إلى الإحمرار؛ فهذه تسمى (ظاهرة رينود)، وهي غالباً ما تصيب الكبار، لكن أحياناً تظهر في سن الطفولة وتتعلق ببرودة الأطراف (الأيدي والأرجل)، وغالباً تستلزم فقط تدفئة اليدين والقدمين بارتداء قفاز ليس بخمس أصابع، وإنما بأصبع وجزء يستوعب الأربعة أصابع الأخرى، وفي حالة أن تكون الحالة شديدة يستلزم الأمر علاجاً دوائياً، وأعتقد أنه في حالة ابن أختك الأمر بسيط ولا يحتاج للقلق.

أما بخصوص تناوله الماء فمع العطش الناتج عن الجو الحار وهذا طبيعي، ولك منا كل الأمنيات بالخير.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً