الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تنمية المال إذا لم يكن مبلغاً كبيراً

السؤال

السلام عليكم.

معي مبلغ من المال أريد أن أعمل به لكسب معيشتي وأنا في حيرة من أمري فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المال عصب الحياة، وهو من نعم الله العظمى، ونعم المال الصالح للرجل الصالح، والشريعة الإسلامية فيها دعوة لحفظ المال وتنميته، بل جعل الإسلام الحفاظ على المال من كليات الشريعة، ولذلك حرمت الشريعة الاعتداء عليه، وجعلت قطع اليد حدّاً لمن يمد يده إلى أموال الناس خفية، وحرَّضت على تنمية المال وتحريكه حتى لا تأكله الزكاة؛ لأن في تحريك المال عمارة للبلاد ونفع للعباد.

وإذا كان صاحب المال لا يحسن تنميته وتحريكه، فإنه يعطيه لشخص أمين له خبرة في التجارة على أن يكون الربح بينهما بنسب يتفقون عليها، فيساهم صاحب المال بماله وذاك بخبرته ومهارته وجهده، وإذا حصلت خسارة – لا قدر الله – فإن صاحب المال يفقد من ماله وذاك يفقد جهده وتعبه، وهذه هي المضاربة وهي من الصيغ المشروعة، ويمكن أن يشتري ببعض أمواله عقارات ليبيعها، ويمكنه الاشتراك مع آخرين في مشاريع كبيرة، ونحن نفضل التنويع في أوجه تحريك المال؛ لأنه أقرب للاستفادة وأبعد عن الخسارة؛ لأنه إذا خسر في جانب فسوف يربح في جوانب أخرى.

ونحن نوصيك بأن تتحرى الطرق المشروعة في تنمية المال، ولا تضع أموالك في المؤسسات الربوية، ولا تدخله في تجارة غير مشروعة؛ لأنك مسئول عن ذلك أمام الله، كما أن الدرهم الحرام يجلب الوبال والحسرات ويمحق بركة المال، قال تعالى: ((يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ))[البقرة:276] وسعيد في الناس من أخذ المال من حله ووضع المال في محله، وأدى حق الفقراء والمساكين، ووصل بالمال رحمه وأطاع به ربه، وجعله وسيلة لنيل رضوان الله وشكر نعمة الله، فذلك الوليُّ لله.

ونسأل الله أن يبارك لك في مالك وولدك وأعمالك، وأن يجعلنا وإياك ممن طال عمره وحسن عمله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات