الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاقة الأحلام بالإقلاع عن التدخين؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الأحلام منذ تركت التدخين أكثر من أربعة أشهر، وعندما أنام في أي وقت أحلم كثيراً بأناس كثر، وأستيقظ من النوم، أكثر من مرة ذهبت لدكتور مخ وأعصاب، وأعطاني دواء الأنفرانيل ولم يفعل شيئاً منذ أكثر من شهر.

والآن أنا أريد أن أعرف ما سبب كل هذه الأحلام؟ وهل لها علاقة بالمكان -كما قال الطبيب-، أو لها علاقة بالتدخين والإقلاع عنه؟ وماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيمكن أن يربط بين الإقلاع عن التدخين والأحلام، بمعنى أن الإقلاع عن التدخين يسبب بعض القلق لبعض الناس؛ لأن النكوتين من المواد القوية، وانسحابها المفاجئ من الدم قد يؤدي إلى قلق وتوتر داخلي، والقلق والتوتر من الأسباب المعروفة جدّاً لأن تتكون لدى الإنسان أحلام، أو أن يعبر عن نفسه بهذه الأحلام والهواجس والكوابيس.

أقول ذلك، ولكن في ذات الوقت لا بد أن أوضح أنك قد أقلعت عن التدخين الآن لمدة أربعة أشهر، وهذه مدة طويلة وكافية لعدم حدوث أي آثار انسحابية جانبية.

إذاً ربما يكون الأمر أيضاً من قبيل المصادفة، أو ربما يكون هنالك قلق داخلي بسيط، أو ربما تكون هنالك ظروف أخرى أنت لم تعرها اهتماماً، ربما يكون حدثاً حياتياً احتقن داخلياً، ومهما يكن بسيطاً فأصبح يعبر عنه بهذه الأحلام المزعجة، وهنالك نظريات كثيرة حول هذه الأحلام، المهم هو -إن شاء الله- أن تعمل على ألا تزعجك هذه الأحلام.

والذي أود أن أنصحك به هو الآتي:
أولاً: تجنب النوم في أثناء النهار، ولا مانع من القيلولة البسيطة.
ثانياً: أرجو أن تمارس أي نوع من أنواع الرياضة فهي تفيد كثيراً -إن شاء الله-.
ثالثاً: لا تتناول أي نوع من المنبهات مثل الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً.
رابعاً: - وهذا هو الأهم جدّا، أرجو ألا تتناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة العشاء، كل طعاماً خفيفاً، ويا حبذا لو كان في وقت مبكر، ويعرف أن الطعام الدسم والمتأخر من أكبر مسببات هذه الأحلام المزعجة.

وعليك أيضاً ألا تذهب إلى الفراش إلا حين تشعر فعلاً أنك تريد أن تنام، ويمكنك أن تقرأ قليلاً، أو يمكن أن تكون جالساً على كرسي، وحين تحس أنك مقدم على النوم هنا يمكن أن تذهب إلى الفراش وتنام، أنا حقيقة أحبذ جدّاً أن الإنسان قبل نومه لا بد أن يفصل ما بين التفكير الذي ينتابه ويحدث له في أثناء اليوم، وما بين الانتقال إلى النوم، أي يكون هادئاً ومنسجماً ومسترخياً بقدر المستطاع، ويجب أن يفرغ ذهنه من المشاغل الحياتية.

أيضاً الذي أود أن أنصحك به هو ألا تكون جالساً لمشاهدة التلفزيون أو تستمع للراديو ثم تذهب فجأة إلى الفراش، لا بد أن يكون هنالك فاصل زمني، لا تنقل نفسك هذه النقلة المباشرة والحادة، انقل نفسك تدريجياً إلى النوم وابتعد عن المشاهدات التي يراها البعض في التلفزيون وتكون مؤثرة، لا شك أن أذكار النوم هي من الأشياء الطيبة -إن شاء الله-، فهي تحفظ الإنسان وتطمئنه، وفي ذات الوقت تمنع هذه الأحلام المزعجة، وهذا الكلام مثبت ومعروف لدى الإخوة الذين يواظبون على أذكارهم، فأرجو أن تكون منهم -يا أخي-.

بالنسبة للعلاج الدوائي، ننصح في مثل هذه الحالات بإعطاء بعض الأدوية المضادة للقلق أو الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل الأنفرانيل الذي أعطاه لك الطبيب، وبما أنه لم يفد، فأود أن أقترح لك دواءً آخر وهو العقار البسيط والذي يعرف باسم موتيفال، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عنه.

أسأل الله لك نوماً هانئاً، وعليك أن تسأل الله خير الأحلام، وأن تستعيذ به من شرها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً