الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف حيال رفض والدي لالتزامي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


فإني قد التزمت، والكل يعارضني وخاصة أبي، وأنا الآن خارج المنزل؛ فماذا أفعل؟

جزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الوالد عزيز غال، لكن طاعة الله أعلى وأغلى، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأرجو أن تتعرف على أسباب رفضه، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا إصلاح الخلل والعطب.

ويؤسفنا أن نقول أن بعض الشباب إذا التزم انقلب على أهله، وربما أراد أن يعلمهم دفعة واحدة، وهذا سبب للرفض، كما قال عمر بن العزيز عندما قال له ولده: (ما يمنعك أن ترد الناس إلى الحق جملة؟ فقال له: أخشى إن رددناهم إليه جملة أن يرفضوه جملة).

ولست أدري ماذا سيربح من يخسر والديه وإخوانه، ولذلك فنحن ننصحك أن تغير أسلوب التعامل معهم، وأن تبدأ بعلاج الأمراض الكبيرة، كما يفعل الطبيب الناجح، ومن الضروري الصبر عليهم والإحسان إليهم، ولن يكون ما يحصل لك أصعب مما حصل لسعد بن أبي وقاص حين رفضت أمه الطعام والظل، فلاطفها وحاول معها، فلما أصرت أخبرها بما عنده وبين لها حقيقة إيمانه، فقال: (يا أماه، والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني، فكلي إن شئت أو اتركي) فأكلت العجوز طعامها واستظلت.

ولا شك أن الأسلوب الهادئ والحكمة في التعامل يوصلان إلى نتائج طيبة، والإنسان لا يندم على التأني، لكنه يندم على العجلة والتسرع، وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة حفظ لسانك، والفهم لواقعك، والتماس الأعذار لوالدك، وكن قريباً منه.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً