الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشخصية القلقية العصابية والأمراض التي تتعرض لها وكيفية علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متعلم أحمل مؤهلاً جامعياً، ولا أعاني من أي مرض ما عدا آلاماً مزمنة في المعدة والهضم، وأدخن للأسف، تزوجت قبل شهرين، وأنا أعمل في منطقة بعيدة عن مكان إقامة زوجتي، وحملت زوجتي وقد تغيرت نفسيتها بعض الشيء، وهي الميل إلى الخمول، وأنا لا آتي إليها إلا في إجازة نهاية الأسبوع، وفي الأسبوع الماضي قدمت إليها ولم أجد ذلك الاهتمام المعهود.

ومشكلتي أنني حساس جداً، فتحت معها الموضوع وتكلمت عليها بكلام جارح جداً، مع العلم أنني أحبها جداً، حتى أنني وصلت إلى حالة صعبة وتنميل وخدر بالفم والأطراف اليسرى، اتجهت بعدها إلى طبيب نفسي وقال إنني مصاب بحالة اكتئاب، وصرف لي علاجين، الأول: Prozac 20 mg حبة بعد السحور.

والثاني: Stablon 12.5 mg حبتين بعد الفطور، وقال: لابد أن تأتي بعد عشرة أيام للمراجعة.
سؤالي يا دكتور ما ماذا ترى في حالتي؟ وهل هذا هو العلاج المناسب؟ وهل يتوجب علي أن أعود للدكتور بعد عشرة أيام؛ لأنني قد لا أستطيع بحكم العمل؟ وهل يكون العلاج على مراحل، أي أنه احتمال أن يغير العلاج إلى نوع آخر؟

وهل هو علاج وقتي يزول بزوال مفعول العلاج، أم أنه نهائي ويذهب حالة الاكتئاب وشدة الحساسية النفسية؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضرغام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيظهر أن هنالك بعض العوامل القلقية والتوترية المرتبطة بشخصيتك، وهذا هو الذي يؤدي إلى الآلام المزمنة في المعدة وكذلك عسر الهضم، ولا شك أن التدخين في حد ذاته يعتبر علامة من علامات العصاب، أي التوتر لدى الشخص، هنالك الكثير من المدخنين يبدءون التدخين نسبة لتوترهم، ولكن بكل أسف التدخين في حد ذاته يزيد من هذا التوتر.

إذن أرجو أن تحسم هذه القضية، وذلك بأن تتوقف عن التدخين، ويمكنك أن تتوقف عنه بشيء من التدرج، وصدقني أن ذلك ليس بعيداً وليس مستحيلاً أبداً، ولابد أن نفكر كمسلمين أن التدخين مضر بالصحة ومنقص للدين، وهنالك الكثير من العلماء الذين أفتوا بحرمته وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي، فإذن -أخي- يجب ألا نطاوع أنفسنا فيما يضرها.

لابد أن أحترم رأي الطبيب الذي وصف لك البروزاكProzac والستابلون Stablon، وهي كلها أدوية طيبة وفعّالة، وعليك الاستمرار عليها، فقط أوصيك يا أخي أن تتناول البروزاك بعد تناول الطعام؛ لأن البروزاك في الأيام الأولى ربما يسبب شيئاً قليلاً من عسر الهضم، ولكن الإنسان إذا تناوله بعد الأكل هذا لن يحدث.

بالنسبة للستابلون -مع احترامي الشديد لرأي الطبيب– لابد أن يؤخذ جرعتين في اليوم؛ لأن الستابلون لا يظل أكثر من خمس عشرة ساعة في الدم، وأن تتناوله بمعدل حبتين في اليوم. إذن الجرعة لم تكن بالترتيب الصحيح، يمكن أن تظل على نفس الجرعة وهي حبتان في اليوم، ولكن أفضل أن تباعد ما بينها من ناحية الزمن، هذا ربما يكون أفضل؛ لأن ذلك يؤدي إلى فعالية أكثر.

إذن: أنا أقول لك إن العلاج مناسب جدّاً، وإن شاء الله حين يتم البناء الكيميائي سوف تظهر فعالية هذه الأدوية وسوف تريحك كثيراً، البناء الكيميائي يتطلب مضي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وإذا لم يحدث تحسن –لا قدر الله– بعد شهر يمكنك أن ترفع جرعة البروزاك إلى كبسولتين.

بالنسبة لمراجعة الطبيب هي واحدة من الأشياء الروتينية التي يريد الأطباء منها الاطمئنان على مرضاهم؛ خاصة مع بدايات العلاج، كلنا نعمل ذلك ونطلب من الإخوة الذين يراجعوننا بأن يراجعوننا بعد أسبوعين من بداية العلاج وذلك حتى نطمئن عليهم.

لا أعتقد أن هنالك حتمية في أن تراجع الطبيب إذا كانت ظروف عملك لا تسمح، ولكن سوف يكون من الجميل أن تتصل به أو بسكرتيره أنك لن تستطيع الحضور نسبة لظروف عملك، وتود أن تستمر على العلاج.

إذن: استمر على الدواء على بركة الله، وبالتأكيد بالنسبة لتغيير الدواء أنا أقول: إذا لم تحس بنوع من التحسن بعد مضي أربعة أسابيع من بداية العلاج، هذا يعني أن الدواء ليس فعّالاً، هنا قد نفكر في تغيير الدواء، ولكن أرجو ألا تشغل نفسك بهذا الأمر؛ لأن الإنسان إذا توقع فشل الدواء، فإن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، فهذه فنيات لا تشغل نفسك بها، ولكن يمكنك أن تتواصل معنا أخي، وسوف نسدي لك النصح المطلوب بإذن الله تعالى.

نعم.. إذا زال الاكتئاب سوف تزول الحساسية النفسية، وعليك أخي أيضاً أن تكون إيجابياً في تفكيرك، وعليك أن تتعامل مع زوجتك بالود والرحمة، وأنا أفضل لو اعتذرت لها عمَّا بدر منك، فهذا ليس دليلاً على الضعف، إنما هو دليل على حسن المعاشرة وحسن الخلق.

هذا الذي أراه، وقضية التنميل والخدر والأعراض التي تصيبك هي الأعراض الجسدية أو الأعراض الجسمانية للقلق والتوتر، وسوف تختفي إن شاء الله بالعلاج.

عليك بمواصلة الرياضة، عليك أن تنظم وقتك، وأنا سوف أكون سعيد جدّاً لو توقفت عن التدخين.

وختاماً: أسأل الله لك ولنا ولجميع المسلمين العفو والعافية والمعافاة، وأسأل الله لك التوفيق، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً