الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوجيه الإيجابي للطفل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني عمره 12 سنة متفوق جداً في المدرسة منذ صغره، وهوايته كرة القدم وأيضاً متفوق بها.

المشكلة أنه مشاغب ولا يسمع الكلام، عصبي جداً، يكذب، لا يفي بوعده لنا خصوصاً في البيت، مثلاً نتفق معه على أن يلعب كمبيوتر أو بلايستيشن ساعة فيتمادى ساعتين، وإذا أردنا إيقافه أو تذكيره بالاتفاق يعصب ويدعي الظلم لدرجة أنه يفقدنا أعصابنا وصبرنا فنضربه كارهين.

عرضنا مشاكله على الأخصائية النفسانية في مدرسته، وبعد كم جلسة قالت: إن ذكاءه فائق، وتشك بأنه يعاني من شيء اسمته (Adhd) قرأت عنه لكني لم أستطع الربط بينه وبين ما يعانيه ابني.

أرجو منكم الشرح لي بالعربية عن هذا المرض إذا سميناه مرضا، والربط بينه وبين مشاكل ابني.

وأخيراً اكتشفت أنه سرق وهو قال إنها المرة الأولى والأخيرة، مع العلم أنه يأخذ مصروفا مثل إخوانه وله أشياءه الخاصة.

أرجو منكم الرد، مع جزيل الشكر لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خضر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

لا شك أن هذا الابن عافاه الله يعاني مما يعرف باضطرابات المسلك، وليس السلوك، واضطرابات المسلك يكون سببها في الغالب التفاعل ما بين الشخص (الطفل) والبيئة المحيطة به، نقول ذلك مع احترامنا الشديد لأسرتكم.
المبدأ العام في مثل هذه الحالات هو الترغيب والترهيب، بمعنى أنه من الضروري جدّاً ألا نكثر من انتقاد الطفل، أن نوجهه إيجابياً، أن نحفزه، أن نقضي معه وقتاً، أن نتحاور معه ونتركه يعبر عن ذاته، وأي تصرف أو فعل إيجابي يقوم به الطفل لابد أن يضخم ويجسم وذلك بالتشجيع والتحفيز كما ذكرت.

هذا بالطبع سوف يؤدي إن شاء الله إلى تقلص اضطرابات المسلك السلبية.

أما بالنسبة للأفعال السلبية كالكذب فلابد أن نحسن من إدراك الطفل بسوء الكذب ونجعله يستشعر قيمة الصدق وفضائله، ويجب أن تحكى له القصص، ويعطى أمثلة لأن القصص والأمثلة تعتبر من طرق التعلم المتميزة في تحسين سلوك الطفل.

أما بالنسبة للأعمال السلبية الكبيرة، فلا مانع أن يوبخ الطفل أو يحجز في غرفة -على سبيل المثال - لمدة نصف ساعة، ويعرف أن القصد من ذلك هو تعديل السلوك وليس العقاب.

أما بالنسبة لعلة Adhd فهي من العلل التي تحدث لبعض الأطفال، وفيها يكون الطفل سريع الحركة بشكل مزعج مع ضعف في التركيز وتقلب في المزاج وعصبية واندفاعية، هذه العلة يجب أن تشخص عن طريق طبيب مختص، وذلك عن طريق الفحص والمشاهدة المباشرة.

الحالة ليست صعبة العلاج، ما عدا قلة قليلة من الحالات، والـ Adhd يعالج عن طريق بعض الأدوية المختصة جدّاً، وهنالك عقار يعرف باسم ريتالين وآخر باسم إسترايترا تعتبر هي الأدوية المثالية لتخفيف الحركة والاندفاعية والعصبية وتحسين التركيز.

نسأل الله أن يحفظه وأن يبدل سلوكه ليكون أكثر إيجابية.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً