الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الاكتئاب النفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أعاني من اكتئاب مزمن، وقد هدى الله الطبيب إلى إضافة دواء (سيروكويل 100) إلى (السيبراليكس 20) في بداية رمضان، وشعرت بعدها بتحسن كبير، ولكن ما إن انقضى رمضان حتى بدأت أشعر بكسل شديد جداً جداً.

هل لتغير البرنامج دور في ذلك؟ أو موعد الجرعة؟ حيث كانت (سيبراليكس) مع الإفطار و(سيروكويل) قبل النوم بساعة، وبعد رمضان فقط جعلت السبراليكس بعد الغداء الساعة الواحدة ظهراً.

وهل من الممكن استبدال (سيبراليكس) بـ(بروزاك) من أجل النشاط؟ وكيف أستخدمها وأسحب (السيبراليكس)؟

علماً بأن الطبيب قال لي: إنه حضر مؤتمراً في فرنسا وقد أوصى الأطباء بأن إضافة أدوية مثل (سيروكويل) تدعم أدوية الاكتئاب، وفعلاً تحسنت بعد أسبوع من إضافة الدواء المذكور، لكن بعد رمضان حدث ما ذكرت، مع أن الطبيب يقول: إن جرعة (200 من السيروكويل) هي الأفضل، ولكن كيف أزيد بهذا الوضع؟

شاكرا لكم تفاعلكم والله يحفظكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله الشفاء وأن يرفع عنك الكآبة وأن يجعلك منشرح الصدر ومرتاح البال.

بالنسبة للأدوية التي تتناولها؛ لا شك أن (السبراليكس) يعتبر من الأدوية الممتازة في علاج الاكتئاب النفسي، والأبحاث الحديثة تدل بالفعل أن (السيركوين) يعتبر دواءً مدعماً وفعّالاً في علاج الاكتئاب النفسي، علماً بأن (السيركوين) قد أدخل أصلاً قبل سبع سنوات لعلاج مرض الفصام، ثم بعد ذلك اتضح قبل ثلاث سنوات أنه مفيد جدّاً في تحسين وضبط المزاج لدى الأشخاص الذين لديهم اضطراب في المزاج، ثم اتضح في هذا العام ومعظم الدراسات أوروبية وبعضها من فرنسا – كما ذكر لك الأخ الطبيب وهو صادق في ذلك – أن (السيركوين) يعالج أيضاً الاكتئاب النفسي، حتى بمفرده يمكن أن يعالج الاكتئاب النفسي ولكن سوف يجني الإنسان أكثر فائدة منه إذا تناوله مع دواء آخر مضاد للاكتئاب.

ويرى الأطباء أن الجرعة الفاعلة من (السيركوين) هي 100 إلى 300 مليجرام في اليوم.. إذن فقد أحسن الأخ الطبيب حين قال لك أن جرعة 200 مليجرام قد تكون الجرعة الأفضل لتدعيم (السبراليكس).

وبالنسبة لهذا التكاسل الذي أصابك؛ حقيقة ربما يكون جزءاً من الاكتئاب، أو ربما يكون هو جزء من تغيير الروتين الذي كنت عليه، نحن نقول أن الإنسان لديه مكونات بيولوجية التي إذا تم ترتيبها وضبطها على نمط معين فأيّ تغيير فيها سوف يؤدي إلى اضطرابات جسدية ونفسية.

بالطبع خلال شهر رمضان المعظم والمبارك نكون قد اتبعنا منهجاً معيناً، ثم بعد الفطر يتغير هذا المنهج.. هذا ربما يؤدي إلى نوع من التغير النفسي؛ لا نستطيع أن ننكر ذلك.. ولكن على العموم النفس البشرية تتذبذب في وجدانها، في انشراحها، في كآبتها.. فأرجو ألا تكون هذه الانتكاسة البسيطة مزعجة لك أبداً، أنا متأكد أنها سوف تزول.

عليك بالتصميم، وعليك بالإصرار على التحسن، فالتحسن في حد ذاته قابلية وإرادة وإصرار، من يدفع نفسه نحو التحسن سوف يتحسن بإذن الله تعالى بعد أن يأخذ بالأسباب، وهذا نراه جيداً في الاكتئاب.. فالذين لديهم الدافعية والإرادة للتحسن يتحسنون كثيراً من الأشخاص الذين ليس لديهم الدافعية.

وبالنسبة لتغير واستبدال (السبراليكس) ب(البروزاك)، لا أرى داعياً لذلك في الوقت الحاضر، عليك أن تستمر على نفس الترتيب، وأفضل حقيقة أن ترفع (السيركوين) إلى 200 مليجرام، وانتظر لمدة شهر، إذا لم تتحسن بعد ذلك يمكن أن نقول يمكن أن تستبدل (السبراليكس) ب(البروزاك).

أعرف أن (البروزاك) يعطي بعض الدافعية لكثير من الناس، ولكن (السبراليكس) أيضاً ليس دواء مثبطاً، إنما أيضاً يبني طاقات نفسية إيجابية في الإنسان، وذلك يعدل من نشاطه الجسدي أيضاً.

وإذا اضطررت لاستبدال (السبراليكس) فيمكن أن تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام، وتتناول كبسولة واحدة من (البروزاك)، وبعد أسبوعين أوقف (السبراليكس) تماماً وارفع (البروزاك) إلى كبسولتين في اليوم.

أعرف أن هناك بعض الإخوة يتناولون كبسولة واحدة من (البروزاك) وحبة واحدة عيار 10 مليجرام من (السبراليكس) وأحوالهم ممتازة جدّاً، ولكني من أنصار أن يتناول الإنسان دواءً واحداً من نفس المجموعة، ولا داعي أن يتناول الإنسان الأسبرين والبنادول في نفس الوقت.

إذن؛ هذه هي الخيارات التي أمامك وكلها إن شاء الله تؤدي إلى نتائج إيجابية، وأسأل الله لك الشفاء، وأن يحفظك وأن يديم عليك وعلينا وعلى المسلمين جميعاً نعمة الصحة والعافية والإيمان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً