الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من عدوى المرض وكيفية مقاومته

السؤال

السلام عليكم

بالله عليكم أجيبوا على سؤالي، أنا شاب عندي 22 سنة، أحسست بألم في جنبي الأيمن، ذهبت لدكتور باطني، كشف علي وقال: أنت ليس عندك التهابات ولا حاجة، وقال: عندك قرحة في المعدة، المشكلة تكمن في أني موسوس من خوفي من الفيروسات، حيث أن لي بعض الأصدقاء مصابون بالفيروس، حيث أنهم إن لمسوني أو سلموا علي أذهب البيت وأعقم ملابسي وبدني، وهذا الأمر يتعبني ويرهقني.

لي سؤالان: هل كشف الدكتور علي كاف، حيث قال لي ليس هناك شيء أم أني أحلل؟

سؤالي الآخر: هل ينتقل هذا الفيروس بجلوسي مع أصحابي وسلامي عليهم؟

ثالثاً: كيف أتخلص من هذا الوسواس الذي ينتابني؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أنك تعاني من وساوس تتميز بالمخاوف من انتقال العدوى، وحقيقة أنت في حالتك سوف تستفيد كثيراً من التواصل مع الطبيب، ولابد للطبيب أن يشرح لك بصورة أوضح وأكثر؛ لأن هذا من حقك، ويقوم الطب الحديث بصفة عامة على أن الحوار ضروري جدّاً بين الإنسان وطبيبه، ويا حبذا لو وصلنا للمرحلة التي يشارك فيها المريض في اتخاذ القرارات حيال كيفية علاجه.

بالتأكيد الطبيب حاول أن يطمئنك؛ لأن نوعية الألم الذي عانيت منه في أغلب الظن يكون ناتجا من نوع من الانقباضات العضلية، أو أنه ناتج عن التهابات أو قرحة في المعدة، ولكن كان الأجدر أن ينصحك الطبيب بالقيام بإجراء منظار للتأكد هل هنالك قرحة أم لا؛ حيث أنه بسيط جدّاً وغير مكلف ولا يستغرق أكثر من عشرة إلى خمسة عشرة دقيقة.

أرجو ألا تأخذ كلامي هذا بحساسية وألا يكون مصدراً لوساوس جديدة بالنسبة لك.

أما بالنسبة للفيروسات فهي موجودة في كل مكان، وحقيقة ربما أقول لك كلاماً غريبا بعض الشيء: التعرض للفيروسات يكون مفيداً للإنسان لأنه يبني مناعته؛ صحيح أن هنالك بعض الفيروسات قد تكون قوية وقد تكون مقاومة؛ ولكن الفيروسات جزء من المخلوقات الكونية التي هي موجودة ولا نستطيع أن نتحكم فيها، نعم ضروري أن نتخذ المحاذير كي نحمي أنفسنا منها، ولكن لا تعتقد أن الإنسان يمكن أن يعيش في محيط معقم أو خالي من الجراثيم أو الفيروسات.

التحوطات العامة للحافظ على الصحة، انتقال العدوى؛ بالتأكيد هي شيء مفيد، ولكن أرجو أن تحاول القضاء على هذه الوساوس بأن تتأمل فيما قلته لك أننا لا يمكن أن نعيش في أجواء لا يوجد فيها جراثيم أو فيروسات، وهي ليست كلها ضارة، ربما هنالك نفع منها، ولابد أن نتخذ التحوطات الصحية المعقولة، هذا هو الذي أراه.

إذن حقِّر هذه الفكرة، وتخاصم معها، ولا تعطي لها فرصة لكي تحرك تفكيرك ووجدانك، حاول أن تسيطر عليها ولا تدعها تسيطر عليك، وهذا جائز وممكن جدّاً بتحقيرها والتفكير في فكرة مضادة لها.

وبالنسبة للتحاليل لا أرى أن هنالك داعٍ للتحليل، ولكن إذا أردت أن تقوم بعمل منظار للمعدة فهذا شيء طيب وبسيط إذا أتيحت الفرصة لك.

بجانب هذه الإرشادات السلوكية إذا تناولت أحد الأدوية المضادة للوساوس والمخاوف سوف تستفيد كثيراً منها، هنالك عدة أدوية كلها نستطيع أن نقول أنها جيدة، ولكن الدواء الذي بحث بصورة أدق وأكثر وأثبت أنه أفضل هو العقار الذي يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 10 مليجراما – نصف حبة – ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفعها إلى حبة كاملة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعها إلى حبتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم ابدأ في تخفيضها بمعدل نصف حبة كل أسبوعين حتى تتوقف عن استعماله.

إذن طبق العلاجات والإرشادات السلوكية وتناول معها العقار، وأرجو أن تطمئن تماماً أن هذه الحالة سوف تعالج، عليك بالقوة والإرادة وأن تكون صلباً في مقاومة الوساوس وألا تلين أبداً لها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً