الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مضاعفات عقار البروزاك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكر الشبكة الإسلامية على خدماتهم المفيدة وجزاكم الله ألف خير،
وهذه متابعة لاستشارتي رقم 253400 .

فلقد مضى على تناولي البروزاك بشكل يومي حوالي الأربعة أشهر، ففي الثلاثة أشهر الأولى كنت أشعر براحة نفسية رائعة تصل دائماً إلى درجة الشعور بالنعاس المتواصل، فعندما أقوم بالدراسة أو أمارس أي نشاط فيه جلوس أو عدم حركة أشعر بالنعاس، فأصبحت أنام أكثر من 12 ساعة يومياً، وكان الشهر الأول شهر امتحانات! وكانت الحالة نفسها (النعاس) تظهر عندما أستذكر المعلومات، وكانت ذاكرتي تتناهى إلى الصفر لولا الثبات الذي مدّني الله العزيز به!

في الشهر الأخير ألاحظ عملية بطء في التعليم، وخاصة بحلول العام الدراسي الجديد (خمول في المحاضرة – عدم تركيز في الدراسة).

أخشى أن تكون هذه المضاعفات غير طبيعية، وهل لهذا العقار تأثير على القدرة الجنسية بعد التوقف عن تناوله؟

أرجو من حضرتكم الرد على السؤال بأقرب فترة ممكنة، حيث أن هذه السنة هي سنة تخرّج جامعي بالنسبة لي! وشكراً لك حضرة الدكتور على متابعتكم حالتي، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمن المستغرب جدّاً أن يسبب لك البروزاك هذه الأعراض؛ حيث أن البروزاك يعرف أنه دواء استشعاري ويزيد اليقظة ويزيد من الطاقات النفسية ويحسن التركيز، كما أنه يزيد أيضاً من الطاقات الجسدية.

حقيقة لا أود أن تصاب بأي نوع من الشك في نوعية البروزاك التي تناولته، ولكن أرجو أن يكون هو البروزاك الأصلي، على العموم المركب العلمي هو (فلوكستين Flyoxetine) فإذا كان هو البروزاك الأصلي فتعتبر هذه الحالة مستغربة بعض الشيء، أما إذا كان هو البروزاك غير الأصلي ربما تكون الفعالية الدوائية أقل، وفي هذه الحالة أنصحك حقيقة بأن ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم – 40 مليجرام، وهذا إن شاء الله يؤدي إلى فعالية إيجابية جدّاً.

لابد لك أيضاً من ممارسة الرياضة، فالرياضة تعتبر من الفعاليات الأساسية لتقليل النعاس، وزوال الكسل، ورفع الهمة النفسية، وكذلك القوة الجسدية، وتحسين التركيز.

نحن ننصح الإخوة الذين لديهم امتحانات أو أي عمل يتطلب التركيز أن يقوم بممارسة الرياضة، حيث أن فائدتها العلمية واضحة ومثبتة جدّاً.

إذن أؤكد لك أن هذه المضاعفات ليست مضاعفات البروزاك، إنما تكون ناتجة من عدم الفعالية للدواء، وأرجو أن تتبع الإرشادات السابقة.

بالنسبة للتأثير الجنسي السلبي للبروزاك، فقد دار فيه الحديث في المحافل العلمية، وهنالك الكثير من الاختلافات في وجهات النظر، ولكن المتفق عليه أن البروزاك ربما يؤدي إلى ضعف بسيط في الرغبة الجنسية لدى الرجال، وإذا أصبح الإنسان منشغلاً بهذا الأمر من الناحية النفسية والتفكيرية ترتفع هذه النسبة إلى 10%.

كما أن البروزاك يؤدي إلى تأخير بسيط في القذف لدى الرجال، وهذه ربما تكون حسنة بالنسبة لبعض المتزوجين حديثاً أو الذين يعانون من القلق والذين يعانون من سرعة القذف بصفة عامة.

الشيء الذي أود أن أؤكده لك وبكل صدق وأمانة، هو أن الآثار الجنسية السلبية التي يسببها البروزاك نادرة الحدوث، وهي مؤقتة وليست دائمة وتتوقف بالتوقف عن تناول هذا الدواء، فأرجو ألا تشغل نفسك أبداً بهذا الأمر، وهو دواء سليم ويستعمل منذ عام 1988م.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأرجو أن تكون إجابتنا مقنعة بالنسبة لك، وأسأل الله لك التوفيق في دراستك وفي جميع مرافق الحياة.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً