الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب وعلاج تساقط الشعر، وقشرة الشعر الدهني؟ فأنا أستخدام الصبغة والحناء.

السؤال

شعري به قشرة، وهو من النوع الدهني، وأستعمل له الحناء ولكنه يتساقط باستمرار، ومؤخراً ظهر فيه بعض الشيب.

وسؤالي: ماذا يمكن أن أستعمل لأمنع تساقطه وأجعله كثيفاً، وما هي نوع الصبغة التي يمكن أن أستعملها دون أن تضر به؟ وهل الحناء التي أستعملها آمنة وليس فيها مواد سامة، واسمها "أصالة" (من مصانع برج العرب الجديدة، س.ص.26430، صناعة مصرية).

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنيسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة لتساقط الشعر فعلينا أن نبدأ من الناحية السببية، فهو إما أن يكون بقعياً موضعياً أو معمماً، ولكن ما تشتكين منه هو سقوط الشعر المعمم، والذي من أهم أسبابه الوراثة، والذي يمكن السيطرة عليه جزئياً، أو إلى حد مقبول عن طريق استعمال مستحضرات المينوكسيديل 2% أو 5%، وهذا من باب العلم بالشيء.

ومن أسبابه كذلك فقر الدم (ونقص تناول الحديد) كما هو الحال عندك، ونقص تناول الفيتامينات كما في برامج الحمية الغذائية الصارمة، وكذلك سوء التغذية، وخاصة عدم تناول البروتين بشكل كافٍ في اليوم.

ومن أسبابه: كذلك الأمراض المزمنة والمنهكة للبدن كالتدرن، وكوشينغ، والذئبة الحمامية (الحمراء)، والسرطانات الداخلية، ولا أظن أن عندك أياً منها لعدم إشارتك إليها.

ومن أسبابه استعمال الأدوية المضادة للمناعة والكورتيزونات لفترات طويلة.

ومن أسبابه ارتفاع حرارة الجسم والإصابة بالحمى، والعمليات الجراحية الكبيرة، وخاصة تحت التخدير العام.

ومن باب إتمام الأسباب نذكر الحمل، أو الإرضاع، أو الولادة، وخاصة القيصرية، أو التي يحدث فيها نزف شديد.

وبعد هذا العرض يجب نفي أيٍّ من الأسباب المذكورة، وتجنيب ما يمكننا تجنيبه ثم بعدها التفكير بالعلاج.

وأما بالنسبة لعلاج سقوط الشعر فهنالك بعض المستحضرات مثل: (مركبات البيبانثين) والتي تدهن موضعياً مع الدلك، وتساعد على استرجاع ما يمكن من الشعر المتساقط، وهذه المستحضرات متوفرة ورخيصة وفعالة وسليمة الاستعمال.

وفي الحالات الخفيفة يُنصح بتدليك جلدة الرأس (الفروة) عدة دقائق يومياً، إما بالماء أو بدونه، ومن غير دواء مما يؤدي إلى تنشيط الشعر والفروة والدورة الدموية والحصول على النتيجة المطلوبة.

كما وقد يستطب استعمال أجهزة صغيرة تبث بعض أنواع الأشعة فوق البنفسجية، والتي تُستعمل بيدٍ خبيرة أو في البيت، وذلك كعلاجٍ لبعض حالات سقوط الشعر، وخاصة المترافقة بالتهاب الجلد الدهني.

وأما بالنسبة للقشرة والشعر الدهني فهذا يسمى بالتهاب الجلد الدهني، وهو يصيب المناطق الدهنية في الجسم، وخاصة جلدة الرأس والحاجبان والحافة الجانبية لالتقاء الأنف بالخدين، وأحياناً منتصف الصدر أو منتصف الظهر، ويتظاهر على شكل مساحات من الجلد الأحمر تُغطيه طبقة من الإفرازات الدهنية اللزجة، والتي تختلف شدتها من مريض لآخر، ومن موضع لآخر، ولكن أحياناً تكون هذه القشور جافة ومتفتتة (أي على شكل بودرة ناعمة صغيرة) وهي ما يسميها الناس بالقشرة وخاصة في الرأس.

وقد كان يُعتقد بأن الغدد الدهنية تفرز كثيراً فيحدث هذا الالتهاب، ولكن تبين بعد ذلك أن هناك كائن صغير يسمى (بيتروسبوراو أوفال) هو السبب في إحداث هذه التظاهرة، والتي تؤدي لزيادة نشاط الغدد الدهنية مما يؤدي إلى التهاب الجلد بسبب تراكم المفرزات عليه، ولذلك فإن القشرة معدية، وقد تنتقل باستعمال مشط المريض.

وأما علاج التهاب الجلد الدهني والبشرة الدهنية فينبغي فيه البدء باستعمال شامبو (نيزورال) مرتين أسبوعياً لمدة شهر، ثم مرة أسبوعياً لمدة شهر، ثم مرة كل أسبوعين عند اللزوم، وينبغي أن يبقى الشامبو على الرأس لمدة كافية وهي 10 دقائق عند كل غسل، ولا مانع من استعمال الشامبو الذي ترتاح له قبل (النيزورال) أو بين غسلتين من غسلات النيزورال.

وفي المراحل الأولى لا مانع من استعمال بعض من مضادات الالتهاب الموضعي إن كان هناك تهيج جديد في الجلد وذلك لتخفيف الشعور بالإزعاج، مثل: (موميتازون لوشن) مرة عند اللزوم وبأقل كمية ممكنة.

وعلى المدى الطويل فلا مانع من أخذ فيتامين (ب) المركب لأنه قد يساعد على تنظيم الإفراز الدهني.

وبكلمات قليلة فإن علاج القشرة هو الغسل بالماء والشامبو المناسب مع غسل المشط والفرشاة لمنع تكرر العدوى منهما.

وأما بالنسبة للصبغة فأي صبغة قد تؤدي إلى أذى كيميائي يصيب الشعر موضع الصبغة، وقد يؤدي إلى التهاب جلد الرأس التحسسي.

ولذلك فإننا ننصح في الحالات التي يُراد فيها الصبغ باستعمال المواد الموثوقة والمعروفة بقابليتها الضعيفة أو المعدومة لإحداث التحسس (Hypoallergenic)، ويفضل البدء بخصلة اختبار صغيرة خلف الأذن، فإن تم التحمل ولم يحدث أي مظهر من مظاهر التحسس أو الأذى للشعر فعندها يمكن تعميم الصبغ على بقية الشعر، وأما إن حصل تحسس فيكون موضعاً ويمكن علاجه بسهولة، وتكون المعاناة محدودة، كما ويجب اختيار المستحضرات للشركات الموثوقة، والتي تختلف أسماؤها من بلد لآخر.

وأما استعمال الحناء فهو سليم، ولا يوجد بها مواد سامة إن كانت طبيعية وغير مخلوطة، وهي محتملة من أغلب - إن لم يكن من كل - الناس.

وأما الشركة التي ذكرتيها فليس عندنا المعلومات الكافية عن مستحضراتها، ولسنا نحن الذين نقيِّمها لأن هناك أجهزة في كل بلد تسمح وترخص المواد، وهذه الأجهزة هي التي لها اتخاذ قرار السماح أو الممانعة باستعمال هذه المادة أو تلك، ولكننا نعتقد بأن الحناء الصافي لا ضرر منه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب وسلامتك دكتور علي

    وسلامتك دكتور علي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً