الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي المدة الزمنية لفعالية عقار فافرين؟

السؤال

إلى الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم المحترم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سبق أن سألتكم عن دواء فافرين، وأود الآن معرفة النظرة العلمية والطبية حول مدى فعالية الدواء، بمعنى (إذا بدأت بدواء فافرين) كما وجهتني حفظك المولى، وبدأت 50 مليجرام ثم بعد أسبوعين 100 مليجرام، وهكذا، فمتى بالضبط أستطيع الحكم هل الدواء نافع لي أم أسعى في تغييره؟

هل هو من بداية أخذ أول حبة، أم بعد الاستقرار على الجرعة المثالية؟ وكم تستمر فرصة إعطاء الدواء دورته التأثيرية للحكم عليه؟ أتوقع دكتوري الغالي أن هذا السؤال يهم الكثيرين، وهو فيصل في كثير من العلاجات الدوائية النفسية.

فالرجاء سرعة البيان، واعلم بأننا ندعو لك دوماً أن يحفظك الله، وشكر الله لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تفضلت هذا السؤال من الأسئلة الهامة، والتي تدور بخلد الكثير من الناس.

نعم بالنسبة لفعالية الدواء هنالك فعالية أولية، وهنالك فعالية قصوى، ولا شك أن فعالية هذه الأدوية وتأثيرها يعتمد على عدة جوانب:
يعتمد أولاً على امتصاص الدواء وعلى توزيعه بين الأعضاء المختلفة وعلى انتشاره في الدم، ثم على إفرازه عن طريق الكبد والكلى والتنفس، وهكذا.

ويعتمد أيضاً على وضع المعدة وإن كان بها طعام أم لا، وكذلك يعتمد على عمر الإنسان وعلى تركيبه الجيني، وهنالك فوارق بسيطة بين الذكر والأنثى، إذن هنالك عدة عوامل تتحكم في تأثير الأدوية.

بصفة عامة الفافرين والأدوية المشابهة تبدأ فعاليتها الأولية بعد أسبوعين من تناول الدواء، أي بعد أسبوعين تبدأ هذه الفعالية الأولية، ثم بعد أربع أسابيع من بداية الدواء تبدأ الفعالية الوسطية له، وهي تعتمد على الجرعة، وفي هذه الحالة الجرعة تكون وسطاً.

أما الفعالية الرئيسية والأساسية للدواء فتبدأ بعد ستة أسابيع، وفي هذه الفترة بالطبع -مهما كان نوع الدواء- تكون الجرعة قد وصلت إلى حدها الأقصى.

يحكم على الدواء بالفشل إذا لم تظهر منه أي فعالية إيجابية بعد ثمانية أسابيع من بداية الجرعة العلاجية الكاملة وليست جرعة البداية، هذا هو الموقف العلمي، وعليه لا بد للإنسان أن يصبر.

كثير من الناس تكون توقعاتهم نحو التحسن ليست واقعية، وكثير منهم لا ينتظم على العلاج أو لا يأخذونه بالصورة الصحيحة ويكونون مستعجلين في النتائج.

أنا دائماً أدعو المرضى أن يصبروا على المرض، ويصبروا على العلاج، ويصبر على الصحة أيضاً حين تأتي؛ لأن المحافظة تتطلب شيئاً من الصبر، وهذه الأدوية وبناؤها الكيميائي وفعاليتها بالتأكيد يتطلب بعض الوقت.

جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً