الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؟

السؤال

السلام عليكم..

أختي طالبة جامعية في سنتها الأولى، في الفترة الأخيرة أصابها نوع من الأكزيما في يدها، كانت تتعالج وتشفى ثم يعود بعد فترة، أصبحت تتضايق من هذا الوضع، ولكن ليس لدرجة مفرطة، لكن يبدو مع تكرار الأسئلة من الزميلات والصديقات ازداد تحسسها، وحدث أن أحد الأساتذة سألها عن يدها بشكل مستفز، ومنذ ذلك اليوم عادت وهي عصبية جداً، واستمرت في البكاء لأسبوع، وكانت حالتها تسوء، ذهبنا بها إلى مختص شخص الحالة على أنها اضطراب في المزاج، وكتب أدوية مثل:

Chlorpromazine 100 Benzhexol 5Mg ,depalept 500Mg ,sulpride 200mg، mg خفت حدة الحالة، ولكن بعد 3 شهور لم ترجع إلى طبيعتها عند مشاهدتها لأناس في التلفاز تسميهم بأسماء زميلاتها أو أقاربنا، تتكلم كثيراً وتعلق على أي شيء وكأن له مدلولات ومعاني، حتى لو كان بلا معنى، تحول الكلمات أحياناً تستمر في الضحك بلا سبب، حتى لو شاهدت مشهد محزن، وأحياناً تجهش بالبكاء.

آسف للإطالة ولكن أرجو من حضرتكم التفصيل في الإجابة، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على اهتمامك بأمر شقيقتك، ونسأل الله لها الشفاء والعافية.

المحتوى العام لرسالتك وللأدوية التي وصفت لها تدل أنه لا علاقة للإجزيما التي أصيبت بها وحالتها النفسية، حيث أن حالتها النفسية ليست من أنواع القلق أو التوتر والتي كثيراً ما تكون مرتبطة بالإصابة بالإجزيما.

الحالة التي تعاني هذه الفاضلة في نظري هي حالة اضطراب وجداني ذهاني ثنائي القطبية، وهو من الحالات النفسية الرئيسية والتي تتطلب العلاج بانتظام، هذا - يا أخي - لا يعني مطلقاً أن حالتها ميؤوس، أو أنها لن تتقدم إلى الأمام فيما يخص صحتها النفسية.

هنالك محاور هامة فيما يخص العلاج:
أولاً: يجب أن تعامل باعتبار، وأن تشعر بأنها غير مهمشة أو معاقة، ويجب أن تشارك في قرارات الأسرة، وأن تقوم بالواجبات التي من المفترض أن يقوم بها الشخص العادي في سنها ووضعها، هذا ضروري جدّاً ويعرف بالتأهيل الوظائفي.

ثانياً: بالنسبة للأدوية العقار الذي يعرف باسم سلبرايت Sylpride يعتبر علاجاً فعالاً، ولكنه ليس جيداً بالنسبة للنساء؛ لأنه يؤدي إلى اضطرابات هرمونية شديدة، حيث إنه يرفع كثيراً من مستوى الهرمون الذي يعرف باسم هرمون الحليب.

الذي أقترحه -يا أخي- ومع احترامي الشديد للوصفة التي أعطاها لها الطبيب المعالج: أقترح أن توقف كل الأدوية التي تتناولها الآن وتستبدل بعقار يعرف باسم رزبريدول، وجرعة البداية هي 2 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 2 مليجرام صباحاً و2 ملجيرام مساء، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تحول الجرعة إلى جرعة مسائية، أي 4 مليجرام ليلاً.

يمكن أن يستعمل دواء آخر مع هذا الدواء، وهذا العقار يعرف باسم دباكين، وجرعته هي 500 مليجرام ليلاً، إذن يا أخي ستكون الأدوية العلاجية هي:

رزبريدال 4 مليجرام ليلاً، ودباكين 500 مليجرام ليلاً، هذا يا أخي سوف يشجعها كثيراً على الاستمرار في العلاج، لأن الأدوية أصبحت بسيطة وعدد الحبوب حبتان فقط مساءً.

بالطبع هذه الأخت الفاضلة في حاجة للاستمرار على الدواء لفترة طويلة، لا أقول مدى الحياة، ولكنها ربما تمتد لسنوات.
ختاماً: أرجو اتباع الإرشادات السابقة وإعطاءها الدواء اللازم، وأسأل الله لها الشفاء وجزاك الله خيراً على مساندتك واهتمامك بها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً