الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصدر الغازات الموجودة لدى الإنسان وكيفية التخلص منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من التهاباتٍ في فم المعدة، وأحاول تجنب الأطعمة الحارة والمشروبات الغازية، ولكنني أعاني منذ فترة من غازاتٍ في المعدة. فهل سببها التهابات المعدة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمشكلة الغازات تُقلق الكثيرين دائماً وتسبب الحرج لهم أيضاً، فالإنسان الطبيعي ينتج من نصف لتر إلى لتر ونصف غازات يومياً، والإنسان الطبيعي أيضاً يخرج غازات بمعدل 14 مرة في اليوم، فجهازنا الهضمي ينتج كمية كبيرة من الغازات في الأحوال العادية، ولكن الجسم لديه القدرة على التخلص من غالب الغازات من خلال امتصاصه المباشر لها دون الحاجة إلى إخراجها مباشرة.

ومصدر هذه الغازات ما يلي:

أولاً: بلع الهواء، ويتم في الغالب دون شعور من الإنسان بلع كمية من الهواء حين يشرب الماء بسرعة، أو عند مضغ العلك، أو لعق الحلويات، أو شرب المشروبات الغازية، أو التدخين، أو بسبب تركيبة الأسنان غير الثابتة، أو لدى الأشخاص المتوترين دوماً.

وأكثرنا يتخلص من هذا الهواء حينما يتجشأ بإخراجه عبر الفم، والباقي يتم امتصاصه في الأمعاء الدقيقة، ويصل القليل جداً منه إلى القولون.

ثانياً: تكسر الغذاء غير المهضوم، إذ تفلت بعض السكريات من عملية الهضم التي يتم غالبها في الأمعاء الدقيقة لأسباب عدة، وتصل بالتالي إلى القولون بهيئة معقدة، وهنا تأتي البكتريا غير الضارة لتتم هذه العملية بكل سعادة، إذ أنها تؤمِّن لها الغذاء مما ينتج عنه هضم غير طبيعي يخرج منه غاز الهيدروجين وفي بعض الناس غاز الميثان ذو الرائحة، فتظهر غازات القولون، مع ملاحظة أن غاز الهيدروجين الذي ينتج يستطيع بعض الناس التخلص منه بفعل بكتيريا طبيعية أخرى لديهم داخل القولون، وهذه أهم نقطة تفسر تباين حال الناس، فمن لديه توازن في البكتريا الطبيعة لا تظهر مشكلة لديه، ومن يفتقر إلى هذا التوازن بين نوعي البكتريا الطبيعية تظهر المشكلة لديه عند عدم اكتمال هضم السكريات.

وأما الدهون والبروتينات - على عكس ما يعتقد البعض - لا تسبب غازات البتة.

لذا؛ فمن أشهر ما يُكوِّن الغازات هي المنتجات الغذائية الغنية بالسكريات المعقدة كالبقول، وبشكل أقل الملفوف والبروكلي والحبوب غير المقشرة.

وكذلك الحال مع المنتجات الغنية بالنشا كالبطاطا والذرة والطحين والخبز غير الناضج، والوحيد من بينها مما لا يسبب غازات هو الأرز، ويحتوي البصل والعديد من أنواع الفواكه كالتفاح والكمثرى والمشمش على سكرياتٍ تؤدى إلى غازات القولون.

ومما يلفت النظر أن العديد من الوجبات أو مشروبات الرشاقة الخالية من السكر التي يطلق عليها (دايت)، كما في العلكة أو المشروبات الغازية، تسبب أيضاً غازات.

ثالثاً: انتفاخ البطن وامتلاء المعدة، ويعتقد الكثيرون أن انتفاخ البطن هو نتيجة كمية كبيرة من الغازات في البطن، وغالباً ما تكون كمية الغازات في الجهاز الهضمي طبيعية، والسبب عادة هو امتلاء المعدة بالطعام الذي لا يخرج منها بسهولة.

وأما حالات القولون المسببة له فمرتبطة ببطء حركته كما في القولون العصبي وبعض التهابات القولون المزمنة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً