الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقيدة المسلم الصحيحة

السؤال

ما هي عقيدة المسلم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed abd elrhmen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فلأجل إصلاح العقيدة بعث الرسل، وما من رسول جاء للناس إلا وكان يردد (( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ))[المؤمنون:23]، وبعث رسولنا صلى الله عليه وسلم ليقول للناس: (يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفحلوا)، ومعنى لا إله إلا الله يعني لا معبود بحق إلا الله، وقد كان المشركون يرددون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك، وإلى هنا الأمر صواب، ولكنهم كانوا يقولون بعد ( إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك ).

وكانوا يتخذون الأصنام ويزعمون أنها تقربهم إلى الله زلفى، كما يفعل أهل الإشراك الذين يجعلون بينهم وبين الله واسطة، ورغم أنهم كانوا يقرون بتوحيد الربوبية فكانوا يعترفون بأن الله هو الذي خلقهم وهو سبحانه الذي خلق السموات والأرض، وهو المحيي المميت وهذا ما يسمى بتوحيد الربوبية الذي لم يوجد من ينكره إلا الثنوية الذين يجعلون للظلام إله وللنور إله وحتى هؤلاء كانوا على الحقيقة يقرون أن الله هو الخالق.

أما التوحيد الذي بعث لأجل إقراره وتحقيقه الرسل فهو توحيد الإلهية أو توحيد العبادة، وإذا كان الله هو الخالق الرزاق المحيي فهو سبحانه المستحق للعبادة وهذا هو توحيد القصد والعبادة على جل هذا التوحيد قام سوق الجنة والنار، وأعلن الرسول صلى الله عليه حرية الكفار، وفهم أبو جهل مراد النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الكلمة، فرفض أن يرددها عندما قال لهم: ( كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدفع لكم بها العجم الجزية فقال أبو جهل وأبيك لنعطينكها وعشراً، فلما قال لهم: قولوا: لا إلا الله تفحلوا! نفروا وزمجروا وقالوا: (( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ))[ص:5].

وكلمة التوحيد ليست مجرد كلمة يرددها الإنسان، تعني أنه لا سجود ولا خضوع ولا ركوع ولا استعانة ولا خلق ولا استغاثة إلا بالله، والمسلم يعي قول الله: (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ))[الفاتحة:5] إياك أريد بما تريد.

والتوحيد: هو إفراد الله بما يختص به من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات.

وتوحيد الألوهية هو إفراد العبد ربه في أفعاله التعبدية بحيث لا يصرف شيء منها لغير الله، كما أن توحيد الربوبية والأسماء والصفات هو أفراد الله سبحانه فأفعاله وصفاته وأسمائه فلا يشاركه أحد فيها، وإذا صرف الإنسان شيئاً مما يختص بالله للمخلوق فقد أشرك ومن قال: لا إله إلا الله وأدى فرضها وحقها دخل الجنة، وقد قيل لوهب بن منبه: (أليست لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ فقال نعم، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك).

ثم يأتي توحيد الأسماء والصفات، والمسلم يثبت لله ما أثبته لنفسه في كتابه وسنة رسوله من غير تكيف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تشبيه قال تعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))[الشورى:11]، وقال تعالى: (( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ))[الأعراف:180].

والمسلم يعرف ربه ورسوله ودينه، وحتى يعبد الله على هدى وبصيرة، وقد تحدث القرآن عن أنواع التوحيد الثلاث، وهي توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية وتوحيد الأسماء والصفات.

وقد أكرمنا الله بعقيدة واضحة لا تعقيد فيها، كان العربي يسمعها فيؤمن بها ثم يسعى في نشرها ونصرها، ويؤسفنا أن العقيدة تعرضت للتعقيد عن طريق أهل المنطق والفلسفة وجاءت التيارات المنحرفة، ولكن المسلم يأخذ عقيدته من نبوعها الصافي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد أسعدني هذا السؤال، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً