الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إدمان الاستمناء وطريق الخلاص منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أمارس العادة السرية منذ سن الثانية عشرة، وقد صارت إدماناً لا أتمكن من التخلص منه، على الرغم من محاولاتي المستمرة منذ ذلك الوقت.

كما أنني أُصبت بأحلام اليقظة المرضية، وصرت لا أخرج من ذلك العالم، وأتخيل نفسي في أمور غريبة وكبيرة، وصرت لا أحتمل نفسي، أريد أن أتغير، وأنا أقترب من سن الثامنة عشرة، وأخشى أن أضيع نفسي، وليس لي أصدقاء رغم أنني أتمنى الحصول عليهم، ولا أدري لم لا يبالي الناس بي؟

أرجو أن تساعدوني من أجل الخروج مما أنا فيه.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرجو أن لا تقول: إنه لا يمكنك أن تتخلص من العادة السرية، فالعادة السرية أمر قبيح ومكتسب، وكل شيء مكتسب يمكن أن يفقد، فأنت بنيت أحكاماً مسبقة على نفسك، وهي قولك: إنك لا يمكنك أن تتلخص من هذه العادة القبيحة أبداً! فأرجو أن تعيد بناء خارطة التفكير لديك، وأرجو أن تعرف أن العادة السرية مهلكة للصحة، ومنقصة للدين، وهي مذلة للنفس، وتؤدي إلى تحطم الشخصية وتقيدها، وتجعل من الإنسان إنساناً منطوياً على نفسه.

وهذا الكلام لا يوجد فيه أي مبالغة فهي حقائق علمية بحتة، فالذين يمارسون العادة السرية بهذه الطريقة التي ذكرتها تؤدي في نهاية الأمر إلى علة في شخصياتهم، فتكون الشخصية شخصية انطوائية وتفتقد الكفاءة، وتكون شخصية اعتمادية لدرجة كبيرة، وأثبتت البحوث العلمية الآن أن الذين يمارسون العادة السرية هم أقل الناس كفاءة في المعاشرة الزوجية، وتصيبهم الكثير من الاضطرابات الجنسية، وقد ثبت أن هذا الاحتكاك الذي يحدث ما بين اليد والعضو الذكوري يؤدي إلى نوع من الاستشعار المخل بالعضلات الطرفية للعضو التناسلي، وهذا الاستشعار المخل يفقد العضو التناسلي استجابته الطبيعية حين يعاشر الرجل زوجته، هذا كلام علمي ويجب أن تتصوره ويجب أن تعرفه، وهذا يجب أن يكون كابحاً لك، وأن توقف نفسك من ممارسة هذه العادة.

صدقني هذا الأمر -التوقف عن العادة السيئة القبيحة القذرة المقززة- ممكن تماماً، ثم بعد ذلك تذكر أنها منقصة للدين كما ذكرت لك، وقد أفتى معظم العلماء بحرمتها، وبالطبع أنت كمسلم غيور على دينه وعلى نفسه لا تريد أن تقع في الحرام.

وأيضاً عليك بممارسة الرياضة، وعليك أن تصوم الاثنين والخميس، فهذا إن شاء الله سوف يقلل من طاقاتك الجنسية، وعليك أن تستعيذ بالله من الشيطان، وعليك بالسعي إلى الزواج الذي يعفك.

وأرجو أن تتخذ من الإخوة الأخيار صحبة، فاذهب إلى المسجد وسوف تجد الإخوة الصالحين الصابرين على غرائزهم مهما كانت جامحة، وعليك أن تركز في دراستك، وأحرق طاقاتك الزائدة في التعليم والتعلم والدراسة، فهذه كلها أمور تساعدك كثيراً، فأنت يمكن أن تتغير، ولكن يجب أن تغير نفسك بما ذكرته لك.

نعم: إذا واصلت في هذه العادة السرية وكنت منطوياً على نفسك، فلا شك أن ذلك سوف يخل بصحتك النفسية، ولكن أؤكد لك أن طرق الإنقاذ موجودة، توقف عن هذه العادة القبيحة، وتذكر المضار التي ذكرتها لك، وأنت قلت إنه ليس لك أصدقاء، والمسجد مليء بالأصدقاء، وكذلك المدرسة مليئة بالأصدقاء الصالحين، فيمكن أن تبني علاقاتك بالتدرج.

أسأل الله التوفيق والسداد، وأرجو أن تتبع ما ذكرته لك، وأنا واثق تماماً من أنك إن شاء سوف تتغير إلى الأفضل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً