الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حادثتها بسبب إعجابي بها ورغبتي في الحلال، فهل ما فعلته صحيحا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قد قرأت كثيراً من الاستشارات الموجودة في الموقع والتي تتكلم عن العلاقة بين الشاب والفتاة عبر الماسنجر إلا أنني لم أجد حالة تنطبق تماماً على حالتي، والتي هي:

في السنة الأخيرة من سنوات التخرج في الجامعة أعجبت بفتاة متدينة جداً، وقد كان تدينها هو سبب إعجابي بها، حيث أنها كانت دائماً تسبقني في الأشياء الدينية، ومن ذلك مثلاً: أني عرفت بطريقة ما أنها لا تستمع إلى الأغاني، فهمني الموضوع وبحثت فيه فإذا بي أجد أن الأغاني حرام ولا يجوز الاستماع إليها، والحمد لله تركت سماع الأغاني، ثم إن ابتعادها عن مخالطة الشباب قد لفت نظري أيضاً ثم علمت بعدها بمخاطر الاختلاط، وعرفت لماذا لا تخالط الشباب، هذا في السنوات الأولى من الدراسة.

أما في السنة الأخيرة من الدراسة وبعد أن من الله علي بحفظ القرآن الكريم وبدأت أفكر بالفتاة التي سأرتبط بها، وجدت أنها هي المناسبة، ولكني أعاني من مشكلة وهي أني أريد أن أدرس الماجستير في بلد آخر غير الذي أعيش فيه، في هذا الوقت انتظرت حتى كادت سنة التخرج أن تنتهي وفاتحتها بالموضوع وقلت لها إنني أريد خطبتك إلا أنني يجب أن أذهب لإتمام دراستي.

فجاوبتني بأنه لا مانع لديها إذا وافق أهلها علي، ولكنها قد تسافر هي وأهلها إلى فلسطين، ولهذا طبعاً لم تعدني بشيء، وإذا ذهبت مع أهلها إلى فلسطين سيكون انتهى كل شيء، لأنني لاجئ فلسطيني لا أستطيع دخول فلسطين، ولكن موضوع السفر هذا غير مؤكد، وبما أني سأسافر للدراسة ولا يوجد وسيلة للاتصال معها طلبت منها الإيميل لكي أعرف أي مستجد عن الموضوع، هل سافرت أم بقيت؟ ولأخبرها أيضاً بمسيرتي الدراسية ومتى سأحصل على الماجستير؟

أخذت منها إيميلها وذهبت للدراسة وتم التخاطب بيني وبينها عدة مرات عن طريق الماسنجر، وأخبرتني بأنها قد بقيت ولم تسافر وأنا أخبرها عن مسيرتي الدراسية مع عدم وجود أي كلمات غير لائقة، وهذا الحديث يتم بيني وبينها كل فترة طويلة جداً (عدة أشهر) لكي أعلم منها المستجدات وأخبرها بأحوال الدراسة، والآن والحمد لله أنا اقتربت من إنهاء دراستي وقد زاد إعجابي بهذه الفتاة بعد أن رأيتها مرة قبل أن أسافر وقد لبست النقاب في بلد وفي زمن قلت فيه المنقبات، وما زال لي ما يقارب (6 أشهر) حتى أتم دراستي وأتقدم لخطبتها إن شاء الله، ولكن هل ما فعلته يعتبر صحيحاً فيما فعلته من الاتصال بها عبر الماسنجر لمعرفة آخر المستجدات؟ وهل أستمر فيه في الستة أشهر المقبلة؟ وإذا كان غير صحيح فهل من بديل؟ أجيبونا مشكورين، وبارك الله فيكم، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد شاهين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني بعد الفتاة عن الاختلاط ونفورها من الغناء، وأفرحني ميلك إلى صاحبة الدين، ومرحباً بك في موقعك وبين آبائك وإخوان يفرحون بكل شاب صادق أمين، نسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يبعد عنك الشياطين.

ولا يخفى على أمثالك أن البديل الشرعي المقبول والمعقول هو إعلان تلك العلاقة وإرسال من يتكلم في شأن الفتاة مثل والدتك أو عمك أو عمتك أو خالك أو خالتك، فإن حصلت الاستجابة المبدئية فمن حقك أن تسأل عن الأشياء الأساسية، ومن حقهم أن يسألوا عنك وعن أحوالك ودينك وأسرتك، فإن تعذر هذا فعليك بالصبر في هذه المدة اليسيرة جداً، ثم تقدم رسمياً لطلب يدها، واعلم أن خير البر عاجله، وأنه ليس للمتحابين مثل النكاح.

ونحن نتمنى لشبابنا أن يهتموا بإشراك أسرهم في اتخاذ مثل هذا القرار، ومن الضروري أن يكن أهلك على علم برغبتك حتى لا يكون الأهل آخر من يعلم؛ لأن ذلك قد يدفعهم للرفض والعناد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالحرص على إتمام هذا المشروع المبارك على هدي وأنوار الشريعة، فإن في ذلك سعادة لكما في الدنيا والآخرة، وأنا لا أستطيع أن أخفي سروري بهذه الروح التي دفعت للاختيار، وبهذا الحرص الذي دفعك للسؤال.

وأسأل الله أن يوفقك ويصلح لك الحال.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً