الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصايا لمن يشتمه والداه.

السؤال

السلام عليكم..


أنا ابن لي أب وأم يكثرن من شتمي ونعتي بالأحمق والكلب.
أرجو منكم النصح.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ تقي الدين هلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن ننصحك بالصبر على والديك والاجتهاد في تفادي ما يغضبهما، أرجو أن تتذكر لذة الثواب وسوف تنسى ما تجد من العنت والآلام، كما نتمنى أن تعرف أنهم يريدون لك الخير ولكنهم أخطئوا في الأسلوب، فالتمس لهم الأعذار واستغفر ربك الغفار، واعلم أن بر الوالدين من عمل الأبرار، وأن المحسن إليهما يفوز بالأجر في الدنيا مع ما ينتظره في دار القرار، ومرحباً بك في موقعك مع آبائك وإخوان يسألون الله لك التوفيق والنجاح في هذا الابتلاء والاختبار.

أما بالنسبة للوالدين: فنحن نذكر كل أب وأم بضرورة أن يعطوا أبناءهم الحب والتقدير والاهتمام؛ لأن حاجة الأبناء لذلك لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، وخاصة عندما يبلغون سن التكليف والرجولة أو الأمومة، وليت كل أب وأم أدركوا أن الأبناء في هذه السن ينبغي أن يعاملوا معاملة الأصدقاء، وأن نمنحهم الثقة ونستخدم معهم أسلوب الحوار والملاطفة، وأن نعينهم على برنا وطاعتنا، ورحم الله والداً أعان ولده على البر، وقد أحسن من قال: إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع.

ولا يخفى على العقلاء أن للتوبيخ آثاراً سالبة على الأبناء؛ لأنه يحطم ثقتهم في أنفسهم، ويجعلهم يهربون من البيوت، وقد يرتمون في أحضان رفاق السوء.

ونقترح عليك ما يلي:

1- الدعاء لنفسك ولوالديك.

2- الاجتهاد في البر ومضاعفة الإحسان.

3- الصبر على الأذى، وإذا لم يصبر الإنسان على والديه فعلى من سوف يصبر؟! واعلم بأنك لن تصير كلبا إذا قالوا لك ذلك.

4- تجنب الأمور التي تجلب غضبهما.

5- إظهار الاحترام لهما والحفاوة بهما خاصة في حضور الآخرين.

6-احترام قولهما ورأيهما مهما كان ركيكا وعدم مقابلة ذلك بالتأفف والجدال.

7- طلب مساعدة العقلاء من الأعمام والعمات والأخوال والخالات.

8- تجنب العناد والمخالفة لهما واختيار الألفاظ اللطيفة عند التعامل معهما.

9- عدم تقديم الأصدقاء عليهم وإدراك فضلهم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأحسب أنك في عمر من يدرك، وقد صبرت وأنت بإذن الله مأجور، فواصل مشوار الصبر، واعلم أن العاقبة للصابرين.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر لك ذنبك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً