الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما توصيف الانقباضات العضلية التشنجية في أطراف الطفل؟

السؤال

السلام عليكم.

ولدي عمره (سنتان)، منذ أن كان عمره تقريباً (7 أو 6) أشهر وهو يتشنج عندما يبكي، وكلما أغضبه في شيء يبكي، وبعدها لابد أن يتشنج بسببي أو بسبب أي أحد مثل الجد أو الخال والعم، وبعض الأحيان يحرجني مع الناس عندما يرونه بهذه الحالة، طبعاً هي أتته فجأة من غير إنذار مسبق، وأنا لم أعرضه على طبيب.

س- ما السبب في هذه التشنجات؟
س- وهل لها تأثيرات عليه في الوقت الحالي والمستقبل؟
هناك من نصحني أن أذهب به لشيخ لأنها عين؛ لأنها من غير سبب.
س- وبماذا تنصحونني؟

جزاكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم باسل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استعمال كلمة التشنجات ربما يكون فيه شيء من العمومية، وربما يعني أشياء مختلفة لمختلف الناس، ولكن الذي أفهمه مما ورد في رسالتك أن هذه التشنجات تتمثل في انقباضات عضلية شديدة في أطراف الطفل وانشداد عام في جسده، وليس من الواضح لي إذا كان هنالك نوع من الرجفة أو الارتجاج العام أو هنالك فقدان للوعي؛ لأنه إذا كان يوجد فقدان للوعي مع هذه التشنجات أو بعدها أو يحصل هنالك بعدها نوم؛ فبكل صدق وأمانة هذا غالباً يكون نوعاً من الصرع، وكلمة الصرع يتخوف منها الناس ولكنها مرض بسيط جدّاً إذا تم تشخيصه، والحمد لله توجد الآن أدوية وعلاجات كثيرة جدّاً لهذا الأمر.
هنالك أمر هام وضروري جدّاً وهو: هذا النوع من التشنجات ربما يكون مرتبطاً بارتفاعات في درجات الحرارة لدى الأطفال في الشهور الأولى من العمر، أنا لا أعرف إن كان ذلك حدث لابنك أم لا.

بالنسبة للحرج أمام الناس؛ بالطبع لا يوجد ما يحرجك، وهذا نوع من الأشياء التي تحدث للأطفال وأرجو أن لا تحسي أبداً بأي نوع من الحرج، والذي أرجوه منك هو الذهاب إلى طبيب الأعصاب المختص في أمراض الأعصاب لدى الأطفال، ولا أقول الطبيب النفسي، بل أقول: طبيب الأعصاب؛ حتى يقوم بعمل تخطيط للدماغ (المخ) الذي يعتبر مهماً جدّاً؛ ولأنه سوف يوضح المسارات الكهربائية في دماغ الطفل ويوضح إن كانت هنالك أي شحنات كهربائية زائدة أو ناقصة؛ لأن هذه التشنجات تحدث لدى بعض الأطفال مع الانفعال الشديد إذا كان لديهم هذه التغيرات الكهربائية الداخلية، وإذا وجدت هذه الشحنات أو المتغيرات الكهربائية فإن شاء الله يعتبر العلاج سهلا وبسيط جدّاً.

هنالك عدة أدوية مثل (توجرتول) و(دباكين) تعالج هذه الحالة، ولكن الذي أنصحك به هو الذهاب إلى طبيب الأعصاب من أجل التأكد من وجود النشاط الكهربائي من عدمه.
وإن شاء الله بالنسبة للمستقبل نحن نتفاءل جدّاً إذا كان الأمر هو مجرد أمر عصبي، وبالطبع سوف يختفي إن شاء الله مع تقدم العمر، وإذا كان هنالك أي نوع من البؤرة الصرعية البسيطة فهذه بالطبع يمكن علاجها، والآن -والحمد لله- الأدوية متوافرة وهي فعّالة جدّاً جدّاً، والطفل يمكن أن يتناول الدواء ويعيش حياة عادية جدّاً.

أما الذهاب إلى شيخ للقراءة عليه؛ فهذا أمر مستحسن، فالقرآن شفاء لأمراض البدن والروح على حد سواء، ويمكنكم رقيته بأنفسكم والنفث عليه، وأمر العين أمر وارد، إن لم تكن الأسباب التي قدمناها قد حصلت، كما أن الكشف الطبي يقطع الشك باليقين.

هذا هو الذي أود أن أقوله، وأسأل الله تعالى لهذا الابن الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً