الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة إقفال الفك وأسبابها الدوائية والنفسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجتي تعاني من إقفال الفك على بعضه، ولا تستطيع أن تتكلم أو تتنفس، ولا يتم فتح الفك إلا في المستشفى وبعد أخذ إبرة مهدئة، ولقد تكررت معها هذه الحالة 8 مرات تقريباً على مدى تسع سنوات.

وسؤالي هو: ما هو الحل والعلاج لهذه الحالة؟ وكيف تتصرف إذا أُصيبت بها - لا قدر الله - مرة أخرى؟

وجُزيتم كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلابد من التأكد من سبب إقفال الفكِّ لدى زوجتك، فهنالك أسبابٌ عضوية، وهنالك أسبابٌ نفسية، وهنالك أسبابٌ تكون ناتجة من تناول بعض الأدوية، وبالتأكيد إذا كان هنالك سبب معروف فلابد أن يُزال ويعالج هذا السبب.

وأما إذا كان في حد ذاته ناتجاً من الحالة النفسية – حيث أن هنالك ما يُعرف بالعصاب الهستيري التحولي – ربما يظهر فيه هذا النوع (إقفال الفك)، وهو بالتأكيد ليس تصنعاً، ولكنه ناتج عن بعض الاحتقانات والتراكمات في اللاوعي، وفي هذه الحالة يُبحث إذا كان هنالك أي قلق أو توتر أو أي إشكال في حياة زوجتك، ومن خلال الحوار مع زوجتك – إن شاء الله – تخرج الاحتقانات من العقل الباطني وتختفي هذه الظاهرة.

كما أن هنالك طريقة أخرى تُعرف باسم العلاج بالتجاهل – مع احترامي الكثير لزوجتك – فإذا كان الأمر هو مجرد قلق عُصابي فيفضل أن يُعالج بهذه الطريقة، أي لا يُركز عليه، ونطالب زوجتك بأن تتجاهل هذا الأمر وتصبر عليه، ومن جانبكم أنتم لا تتسارعون نحو الذهاب للمستشفى .. فهذا هو الشيء الضروري.

وأيضاً؛ فهنالك نوع من هذا الانغلاق (إقفال الفك) – كما ذكرت – ناتج من بعض الأدوية، ومع ذلك لا أعرف إن كانت زوجتك تتناول أي أدوية أم لا؟!

إذن فالعلاج في إزالة السبب، فإذا كان هذا السبب ناتجاً عن القلق أو الاحتقانات فيعالج بالتجاهل، وكذلك بممارسة تمارين الاسترخاء، ولا مانع من أن تتناول نوعاً من الأدوية البسيطة المضادة للقلق، وهنالك أبحاثٌ تدل على أن العقار الذي يعرف باسم فافرين يعتبر علاجاً جيداً، وجرعته في البداية هي 50 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ويفضل تناوله بعد الأكل، ويمكن بعد ذلك رفع الجرعة إلى 100 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم تُخفض مرة أخرى إلى 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عنه.

كما أعتقد أيضاً أنه سيكون من الأفضل أن تتصل بالطبيب الذي قام بمعالجتها ليعطيك التشخيص؛ لأن هذا أساسي جداً، وأتوقع أن الإبر التي تأخذها ربما تكون هي نوع من المسكنات أو هي نوع من الإبر المهدئة، وذلك يدل على أن الأعراض ناتجة من القلق والتوتر.

وأرجو أن تمارس زوجتك تمارين الاسترخاء بكثرة، وهنالك عدة أشرطة وكتيبات توجد في المملكة يمكن الحصول عليها، ومن خلالها تُمارس هذه التمارين، وسوف يكون من الأفضل إذا قامت بمقابلة أحد الأخصائيات النفسيات فهنَّ أكثر خبرة وجديرات جداً بتدريبها على ممارسة هذه التمارين.

وأعتقد أن الأمر بسيط جداً بإذن الله بالرغم من أنه مزعجٌ في ظاهره، ولكن أعتقد بأنه لا يشكل خطورة بالنسبة لها، ومع ذلك أرجو اتباع الإرشادات السابقة، وإذا كان السبب نفسياً فالتصرف يكون بالتجاهل، وحين تتناول الدواء المضاد للقلق والتوتر فسوف يسبب وقاية كاملة بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً